تولى الدكتور أشرف العربي، وزارة التخطيط والتعاون الدولي السابق، في أغسطس من العام الماضي، خلف سيدة عملاقة، هي الدكتورة فايزة أبو النجا، التي استطاعت تحقيق شهرة واسعة أثناء توليها مقاليد الوزارة، وعندما تمت إقالتها، لم تجد -عندما طلب منها ترشيح خليفة لها- خيرا من تلميذها النجيب، الدكتور أشرف العربي، الحاصل على بكالوريوس الاقتصاد من كلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة عام 1992، ثم على درجة الماجستير في الاقتصاد من الكلية ذاتها عام1997، بينما حصل على الدكتوراه من جامعة كانساس الأمريكية، ومنحته جائزة أفضل طالب دراسات عليا في قسم الاقتصاد في الجامعة. وعين العربي، بعد عودته من البعثة، خبيرا اقتصاديا في معهد التخطيط القومي، وتمت الاستعانة بخبراته في المكتب الفني لوزير الصناعة والتجارة حتى عام 2006، ثم انتقل للعمل كمستشار لوزارة التخطيط، ومشرف عام على المكتب الفني لوزير التخطيط حتى نهاية 2011، وانتقل بعد ذلك إلى الكويت للعمل خبير اقتصادي في المعهد العربي للتخطيط، حتى تم تكليفه بحقيبة التخطيط والتعاون الدولي، في حكومة الدكتور هشام قنديل في أغسطس الماضي. تولى العربي، الوزارة في فترة عصيبة، بدأت معها مفاوضات قرض صندوق النقد الدولي، وتحمل عبء المفاوضات مع مجلس إدارة الصندوق ضمن وزراء المجموعة الاقتصادية، ولكن الدور الأكبر كان يقع علي عاتقه بصفته المسؤول عن التعاون الدولي. ولم يكن القدر رحيماً ب "العربي" عندما شغل هذا المنصب في ظل حكومة متهمة بالفشل، كان الرجل نشيطا لأبعد الحدود في الخارج والداخل، فعلى المستوى الدولي وقع العربي، العديد من البروتوكولات والاتفاقيات مع "ألمانيا، وإيطاليا، واليابان، وسويسرا، وتركيا، وقطر، والنمسا". يعتبر العربي، بحق "الوزير المظلوم"، حظي بتقدير من الحزب الحاكم، وفي نفس الوقت بالاحترام من الأحزاب المعارضة وخبراء الاقتصاد، وأبرز ما قيل عنه، ما نسب للسفير جمال بيومي، رئيس وحدة المشاركة الأوربية، عندما سئل عن العربي، فقال "أنه رجل يعمل ويتكلم وسط حكومة من الطرشان".