بينما دفعت الأزمة السياسية التى يشهدها الشارع المصرى حالياً من صراع بين مؤسسات الدولة التنفيذية ومؤسسة الرئاسة، الجميع إلى حبس أنفاسه ومتابعة المشهد عن كثب ترقباً لحدوث أى انفراجة، فضلت الولاياتالمتحدةالأمريكية أن ترسم سيناريو يمثل ملخصاً لما تشهده البلاد وهو عودة الجيش إلى الحكم، حيث أكدت عدة دراسات أجرتها مؤسسات ومعاهد أمريكية أن المصريين يفضلون عودة الجيش عن حكم الإخوان وأن الإدارة الأمريكية لن تتخلى عن الجيش المصرى. البداية بمركز «بروكينجز الأمريكى لدراسات الشرق الأوسط» الذى أكد فى تقرير له أن المصريين يفضلون عودة الجيش إلى الحكم، وهو ما كرره «معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى» مؤكداً أن تداعى صورة الإخوان والفوضى السياسية يساعدان الجيش على تبرير عودته للسلطة، كذلك أكدت مجلة «أتلانتك» الأمريكية أن استمرار انهيار دولة القانون هو دافع ل82% من المصريين للمطالبة بعودة الجيش، وأخيراً كان تصريح الكاتب «توماس فريدمان» الذى قال إن «الإدارة الأمريكية لن تتخلى عن الجيش المصرى». «فشل الإخوان فى تحقيق أهداف الإدارة الأمريكية هو الدافع للمراهنة على عودة الجيش المصرى للحكم»، تفسير د.عمار على حسن، الباحث السياسى، لتلك التصريحات، فالإدارة الأمريكية تدخلت بعد الثورة مباشرة لعدم تغيير توجهات الحاكم القادم لمصر، وفى سبيل ذلك عملت على تقوية علاقتها بالإخوان، للحفاظ على مصالحها المتمثلة فى الحفاظ على أمن إسرائيل، ومكافحة السلفية الجهادية وأحكام القبض على المجتمع المصرى الذى يعادى السياسات الأمريكية، ولكن كل ذلك لم يحدث لذا فهى تفكر جدياً فى البدائل التى يعد أبرزها الجيش المصرى خصوصا أنه يعتمد على المعونة الأمريكية التى تقدر ب1.3 مليار. «بمثابة تدخل سافر نرفضه بشدة»، هو رأى محسن راضى، القيادى الإخوانى، الذى أكد أن الإخوان ضد قيام دول عسكرية أو دينية فى مصر، واصفاً هذه الآراء بالشاذة، تم الدفع بها لتمزيق البلاد. «تخطيط من بعض صناع القرار الأمريكى لدفع الجيش للنزول إلى الشارع لتوريطه فى صدام مع الشعب» هو حديث طارق الزمر المتحدث باسم الجماعة الإسلامية مؤكداً أن الإدارة الأمريكية لديها وهم أنها تستطيع السيطرة على الجيش المصرى والدفع به إلى تقليد سيناريو «الجيشين الليبى والسورى الحر»، واصفاً الأمر بالخطير، لأنه لم يعد هناك جيش بالمنطقة العربية سوى الجيش المصرى.