من الناس من يُحجم عن تناول صنف من أصناف الطعام، قد يكون مصدراً غنياً لواحد أو أكثر من الفيتامينات التى يحتاجها الجسم، وقد يشكو الفرد فى هذه الحالة من أعراض نقص الفيتامينات إن لم يعوّض هذا النقص بتناول أصناف أخرى من الطعام تحتوى على الفيتامينات المطلوبة. فمثلاً هناك بعض الأشخاص لا يتناولون الألبان أو منتجاتها، إما بسبب عدم الرغبة فى تناولها وإما لأنها تُسبّب لهم أعراض الحساسية، وبما أن الألبان تُعتبر مصدراً غنياً لفيتامين «د» وفيتامين «ب2» فإن عدم تناولها قد يؤدى إلى حدوث أعراض نقص هذين الفيتامينين. وقد يحدث نقص الفيتامينات فى الأشخاص النباتيين، وهم الذين لا يتناولون أى أغذية من مصدر حيوانى، فالمصادر الغذائية التى يستطيع الإنسان أن يحصل منها على حاجته من فيتامين «ب12» هى اللحوم والدجاج والأسماك، ولذلك فإنه غالباً ما يشكو الإنسان النباتى من نقص فيتامين «ب12». وقد يمتنع الإنسان عن تناول الأغذية بسبب اعتقاد خاطئ بأنها سوف تُلحق به الضرر، فمثلاً يعتقد الناس فى بعض مناطق أمريكا الجنوبية أن تناول المرأة الحامل للأغذية التى تحتوى على الدم يؤدى إلى إصابة الجنين بالتشوُّهات، ولذلك فإن المرأة الحامل تمتنع عن تناول اللحوم خلال مرحلة الحمل، وهذا يؤثر تأثيراً سلبياً فى صحتها وصحة جنينها، حيث تُعتبر اللحوم من أهم مصادر الفيتامينات التى تحتاجها هى وجنينها. 2 - عدم التوازن الغذائى: كى تتحقق استفادة الجسم من الغذاء، لا بد أن يكون هناك تنوّع فى أصناف الطعام، وهذا التنوّع يؤدى إلى التوازن الغذائى، أى الحصول على جميع العناصر الغذائية بالمقادير التى يحتاجها الجسم، فإذا كان الإنسان يفرّط فى تناول نوعيات من الأغذية ويقلل أو يمتنع عن تناول النوعيات الأخرى، فقد يحدث له أعراض نقص الفيتامينات إذا كان الغذاء الذى يُفرّط فى تناوله يفتقر إلى الفيتامينات، بينما تتوافر هذه العناصر فى الأغذية التى يُقلل منها أو يمتنع عن تناولها، فمثلاً نجد أن بعض الأفراد يميلون -بطبيعتهم- إلى تناول الأغذية التى تفتقر إلى الفيتامينات، مثل الحلويات والنشويات، حتى إنهم يفرطون فى تناولها على حساب الأغذية الأخرى الغنية بالفيتامينات، مثل اللحوم والألبان والفواكه والخضراوات، وفى هذه الحالة لا يتحقق التوازن الغذائى المطلوب، وتكون النتيجة حدوث أعراض نقص الفيتامينات. 3 - زيادة مفقود الجسم من الفيتامينات: نظراً إلى أن أغلبية الفيتامينات تتميز بقابليتها للذوبان فى الماء، فإنها تُستخرج من الجسم عن طريق الإفرازات المائية مثل البول والعرق والدموع، ولذلك فإن كثرة التبوّل بسبب بعض الأمراض أو على أثر تناول الأدوية المدرة للبول، قد يؤدى إلى حدوث أعراض نقص الفيتامينات، كما تنتج هذه الأعراض بسبب غزارة العرق، مثلما يحدث عند ممارسة الرياضة البدنية فى المناطق الحارة، ولذلك فإن الأطباء ينصحون الأفراد فى مثل هذه الحالات بتناول الأغذية الغنية بالفيتامينات أو المستحضرات الدوائية التى تحتوى على الفيتامينات.