عدد من القصص والحكايات تحملها «الحوامدية» فى جعبتها، المدينة الواقعة فى الجيزة، والتى تعد معقل الزواج السياحى فى مصر، كانت واحدة من الفصول الرئيسية بكتاب «العبودية المعاصرة» الصادر عن مركز «عيون» لدراسات وتنمية حقوق الإنسان والديمقراطية، والذى ساق مجموعة من التجارب القاسية التى يقشعر لها البدن. «كان بيعمل معايا حاجات غريبة، وإحنا نايمين مع بعض، كنت بخاف منه أوى، بيتصل باخويا ييجى يضربنى ويقعد بره الأوضة ويخلى جوزى ينام معايا بالعافية، وكنت ساعتها بوافق على اللى هو عاوزه وأنا بعيّط» تروى هبة، الشابة التى تزوجت من سعودى فى سن ال 14 بينما كان الرجل فى سن ال 70. تقول هبة: «اتجوزت بعدها واحد مصرى، وقعدنا سنتين وطلقنى، بعد ما جبت منه ولد، ودلوقتى بشتغل كوافيرة عشان أصرف على ابنى، بيجيلى بنات يحاولوا يقنعونى أتجوز كده، أنا حرة دلوقتى ومش عاوزة أعمل ده تانى، عشان ماياخدوش ابنى منى». «أخدنا كام؟ مش هتصدقى، 7 آلاف جنيه، أنا لما بسمع أسعار دلوقتى، بقول ده أنا اتبعت رخيصة أوى» تتحدث «ص»، شابة تفخر بأصولها الصعيدية، «أبويا كان شغال نقاش وكنا مستورين، جاله مرض وحش فى صدره، بطل يشتغل وقعدنا نبيع فى كل حاجة، لحد ما واحد يعرف أبويا بيصلى معاه فى الجامع قال له ما تجوز حد من بناتك برة، أهو تعرف تجهز الاتنين التانيين، إنت برضه عندك أربعة.. وطبعاً الزن ع الودان أمرّ من السحر، أبويا قالى إيه رأيك بصراحة إحنا مش لاقيين ناكل، قلت وماله أهو ألاقى عيشة نضيفة، وأخواتى ياكلوا لقمة نضيفة، ولا حسينا بالفلوس، أنا خرجت معاه رُحنا الفندق ورجعت لقيت الدنيا زى ما هى والفقر زى ما هو». تواصل روايتها: كنت بنت 16 ومبحبش أقلع الحجاب، كان بيطلب منى حاجات أتكسف أعملها، راح بلده وبعت لى مع السمسار اللى جابه إنه طلقنى وقطّع الورقة!». لا تعرف صفاء عن رجل عاشرته عامين كم عمره، «بس هو كان كبير فوق الأربعين، وكان شارط عليّا ماخلّفش» أما صباح فتبدأ فى سرد قصتها: «اتجوزت برة كتير بس بطّلت، منهم مرتين شرعى والباقى عرفى، أول مرة اتجوزت كان عندى 16 سنة، وكان من قطر، عن طريق سمسار بجد، على أساس نكمل يعنى، بس أربع سنين ومستحملتش، مكنش بيسمع ولا بيتكلم، بس كان كريم أوى، وأنا سمعت إن مفيش حد بيتجوز من برة بلده إلا لو كان فيه عيب ماتقبلش بيه بنت بلده» عقب عودتها إلى القاهرة لم تستطع العيش فى الحوامدية، «اللى تتجوز برة ماتعرفش تعيش فى الحوامدية، أخدت على شكل مصاريف وحياة تانية، فى بنات كتير مصريين متجوزين فى قطر، بس متجوزين عواجيز، دلوقتى اللى ماشى فى الحوامدية كله عرفى، بس ده بيبقى داء واللى فيه داء ما بيبطلهوش أبداً». «مفيش بنت بيندفع فيها أكتر من 40 ألف جنيه، ده طبعاً للبنت اللى على الفرازة، الكلام بقى بتاع ال 100 ألف تخاريف، مكنش فى واحدة هاتتجوز تانى، بس البت بتبقى متخيلة إن ممكن يندفع فيها أكتر، ولما بتكلم صحابها عشان المنظرة بتقول ده أنا اندفع فيّا 100 ألف جنيه، وده طبعاً كدب» يتحدث حاتم، سمسار تائب، «مكنتش لاقى فلوس والدنيا ملطّشة» هكذا يبدأ سرد قصته، «الموضوع جه لحد عندى صدفة، قلت اشمعنى أنا ما الكل بيسمسر، أنا أظبط كام بيعة، ويبقى معايا فلوس حلوة». «أنا مجوزتش بناتى بالشكل ده، بس رزق جالى، أجيب أى بنت جارتى أو معرفة، والسماسرة نوعين، نوع متفرغ، وده فلوسه بتبقى كتير ونوع تانى أى حد بييجى فى سكته بيسهّل له الموضوع زى حالاتى كده، بس بطلت الشغلانة الحمد لله». أخبار متعلقة: بعد انفراد "الوطن" ببيع فتيات مصريات لشيوخ السعودية: "الخارجية "تؤكد" .. والحكومة تعتصم ب"الصمت" الخط الساخن لزواج الأطفال :الظاهرة زادت منظمات حقوقية وجمعيات أهلية تطالب الحكومة ب"تفعيل قانون الاتجار بالبشر" الزواج السياحى.. تختلف الأسماء وتبقى «المتعة» هى الهدف