أثار الإعلان عن مشروع لإنشاء قناة «العريش- طابا»، هواجس وغضب العديد من أبناء سيناء تحسباً للآثار التى تترتب عليه كمانع مائى من الممكن أن يشكل عائقاً يحول بين المنطقتين، وبين التواصل مع باقى أرجاء مصر، ووصل الأمر ببعضهم إلى مهاجمة الفكرة، وصاحبها المهندس سيد الجابرى. «الوطن» من جانبها دعت الطرفين إلى مائدة حوار لمناقشة المشروع، وأبعاده، فكان حواراً ساخناً وملتهباً، وطرح أبناء سيناء خلاله هواجسهم، وشكوكهم بشأن المشروع، فى الوقت الذى طرح المهندس سيد الجابرى رؤيته حول المشروع بكل حماس. - يحى أبونصيرة، الناشط السياسى: ليس هناك فكرة واضحة بشأن المشروع، وما نعرفه عنه يخيفنا أكثر من أن يطمئننا، الأمر الذى يثير تساؤلات حول الخطوط العريضة للمشروع وأهدافه؟ * الجابرى: هذه القناة تمثل مستقبل مصر، وهذا المشروع من أهم المشاريع القومية، وسيناء ستبقى بأبنائها، لأن الله خصها بمنح ربانية، و«القناة» ستحدث نقلة سياسية، واقتصادية، ونوعية، خصوصاً أن هناك قامات كبرى أشرفت على دراسته، منها اللواء أحمد عبدالحليم، الذى قال إن المشروع سيصنع مصر الجديدة، والدكتور سعد الدين إبراهيم، قال «أرجو من كل المخلصين أن يلتفوا حوله»، فيما وصفه الدكتور حمدى عبدالعظيم بالمشروع العملاق، الذى يستوجب من الشعب الالتفاف حوله، من أجل نقل مصر من دولة محدودة الدخل، إلى دولة غنية. وللعلم هذا المشروع يُعيد للأذهان المشروعات القومية الكبرى، ومواصفات القناة، هى أن يكون عمقها 80 متراً، وهو عمق كبير جداً يفوق عمق قناة السويس، وشارك فى اللجنة المركزية لدراسة المشروع كثير من الكفاءات فى كل المجالات الاستراتيجية والسياسية والعسكرية والاقتصادية، منهم اللواء محمد رشاد، واللواء طلعت مسلم، واللواء نبيل فؤاد، والدكتور ممدوح حمزة، والدكتور حسن نافعة، والدكتور سمير رياض، وهذه القناة ستكون هدية من الله لشعب مصر، وقيمة مضافة، ولولا هذه الجبال وال1800 متر المنبسطة على خليج العقبة، لما كانت فكرة القناة. - الشيخ محمد المنيعى، أحد مشايخ قبيلة السواركة: القناة ستكرس للعزلة التى نعانيها، ومخاوفنا لها أسس، منها الإهمال الذى تعاملت به الحكومات المتعاقبة مع قضايانا، ثم بعدها فجأة جاء الحديث عن هذا المشروع، ألا يثير هذا مخاوف القبائل فى سيناء؟ * الجابرى: أريد أن أطمئن أهلنا فى سيناء، إذا تم تنفيذ المشروع فلن يُهجر أحد، لأن المنطقة ستزرع كلها، ولن تفصل القناة بين القبائل، لأننا سننشئ أنفاقاً، ومهمة الدولة تعويض أصحاب الأراضى التى سيجرى تنفيذ المشروع عليها، ومساحات كل قبيلة من الأراضى محددة ومعروفة، وكل قبيلة معها حجية ملكيتها، وفى حال مرور القناة فى أرض فإن قيمتها سترتفع، ونقترح أن يكون موضوع التعويض هو حجر الزاوية، وقسمت الأراضى إلى صحراوية، وزراعية، ومبانٍ، ولا بد من وضع أسعار بنسبة معقولة سنوية، ولا بد أن ننظر إلى أن مسار القناة سيغير حياة 150 ألف نسمة، خصوصاً القرى المعزولة فى منطقة وسط سيناء، والتساؤل الذى يطرح نفسه الآن لمصلحة من يستمر عزل المواطنين فى هذه القرى؟. - سلامة الأحمر، الناشط السياسى ابن قبيلة الترابين مقاطعاً: كيف نتحدث عن مشروع بهذا الحجم، ويحتاج إلى توفير الأمن فى الوقت الذى لا يوجد على الشريط الحدودى كله سوى 700 جندى وفقاً لاتفاقية كامب ديفيد؟ * الجابرى: ليس هناك فى اتفاقية كامب ديفيد ما يمنع إنشاء القناة، وهناك خبراء فى لجنة دراسة المشروع أكدوا هذا، واحتمالات التعرض لهجوم إسرائيلى فى الوقت الحالى غير قائمة، ومنذ معركة رأس العش، فإسرائيل لم تكسب ولا معركة، وعند تنفيذ المشروع فهناك دولة ستكون معنية بتوفير ضمانات الحماية، ونحن بصفتنا العسكرية نحفظ بنود اتفاقية كامب ديفيد، ونعلم جيداً ما لمصر، وما عليها من الناحية العسكرية، والاتفاقات الدولية، أما من ناحية الجوانب العلمية فهناك 16 خبيراً جيولوجياً، ونريد أن نؤكد أن مصر قادرة على إنشاء مشروعاتها القومية، وحمايتها، ولدينا من الخبرات العلمية ما يؤهلنا لإعداد الدراسات اللازمة بالكفاءة المطلوبة لنجاحها وفقاً لأعلى المعايير الدولية، والجيش هو من سيأخذ القرار، ومن الممكن أن يوافق أو يرفض، وما أعلمه أن القوات المسلحة تعتبر أهالى سيناء جزءاً من الجيش المصرى، وما أعلمه أن العلاقة بين المؤسسة العسكرية والسيناوية «زى الفل»، ومعظم أهالى سيناء خرجوا من المعتقلات أيام المجلس العسكرى. - خالد البياضى: تقول إن الجيش صاحب القرار، لكن هذا ليس صحيحاً؛ لأن الأرض فى المنطقة المقترح إقامة المشروع فيها مقسمة عدة أقسام: أراضٍ تمتلكها الآثار، وأخرى وضع يد للأهالى، وثالثة أملاك دولة، فمع من سيتم التفاوض؟ * الجابرى: أنا لا أشغل نفسى بالتنفيذ، والرسول صلى الله عليه وسلم قال «دع ما يريبك إلى ما لا يريبك»، وهناك دولة إذا تم الموافقة على المشروع فهى التى ستتولى كل ذلك، ولا يجب أن يكون هناك شك فى أن المشروع من أجل النهوض بسيناء والاقتصاد المصرى. - المهندس عبدالله الحجاوى، رئيس مجلس أمناء تنمية سيناء الخبير البيئى: التأثيرات البيئية لهذا المشروع خطيرة، وستؤثر القناة بشكل رئيسى على الآبار، وعلى جانبى المجرى الملاحى، كما أن صرف القناة سيصب فى الخزان الجوفى، حتى لو نزلنا لعمق 80 متراً، فهناك آبار عمقها ألف متر، والقناة ستدمر 1800 بئر، والمياه المالحة سترفع نسبة الملوحة، وهذا هدم للمجتمع الزراعى القائم هناك ولفرص العمل. * الجابرى: نحن استعنا بعلماء كثيرين، وكل هذا سيراعى ساعة التنفيذ، وسيكون عندنا أكبر مشروع للثروة السمكية، والمشروع سيضاعف السياحة 6 مرات، وستنشأ قرى سياحية على الجانبين، وعندنا محطات تحلية مياه، كما أن المشروع يستهدف توطين 8 ملايين مصرى، وكل هذا الكلام معمول له حسابات، وستكون بيننا ورقة عمل. - المهندس عماد الدين مصطفى، رئيس التيار الشعبى فى شمال سيناء: هل الظروف الاقتصادية والأمنية المصرية تسمح بإنشاء القناة؟ * الجابرى: فى رأيى أن تنفيذ المشروع يرتبط فى الأساس بالإرادة السياسية، وقبلها بالدعم الشعبى، ومن يعرف المشروع الآن 2000 واحد، وربما يصل العدد هذه العام ل«مائة ألف»، مهما كان صاحب القرار، على الأقل 80% من الشعب يجب أن يطالبوا بتنفيذه، وأنا على المستوى الشخصى مقتنع به، وأريد أن تكون له قاعدة شعبية، فلا تشغلوا بالكم إلا بتكوين قاعدة داعمة للتنفيذ، بما يعود بالفائدة على مصر كلها. - وفيما يبدو اتفاقاً مسبقاً تم بين الحاضرين من أبناء سيناء على طرح سؤال فى وقت واحد ومن أكثر من شخص: هل تم عرض المشروع على القوات المسلحة وما رأيها؟ * الجابرى: عرضنا المشروع على جميع الجهات المختصة، ولو كان لديهم اعتراض لأبلغنا به، ولا أعتقد أن مشروعاً بهذه الضخامة والأهمية يمكن تنفيذه دون موافقة القوات المسلحة، وكل ذلك مرهون بالتوقيت الذى سيجرى تحديده للبدء فى خطوات التنفيذ الفعلى، خصوصاً أن القضية المركزية ضمن عوامل الأمن القومى المصرى مرتبطة بسيناء، والمشروع مرتبط بشكل أو بآخر بتلك الموافقة، وأذكر هنا بوجود أكثر من خبير استراتيجى وعسكرى ضمن فريق العمل يضاف إليها كونى أحد ضباط القوات المسلحة. - الشيخ محمد المنيعى: ما مصدر تمويل المشروع الذى سيمر على أراضى عدة قبائل، وهل سيستفيد الأهالى بالفعل منه أم أنه مجرد كلام؟ * الجابرى: أهالى سيناء لهم الأولوية فى الاستفادة من المشروع، وأنا سأطلب تشريعاً، يتيح لأهالى المدن التى فيها مشاريع مميزة، إما أن يأخذوا نسبة من العائد، أو فرص تشغيل، لأن أهل سيناء أدرى بشعابها، وعلينا أن نعرف أن النظام السابق بالفعل لم تكن لديه رؤية لتنمية سيناء، وفشل فى إدارة الملف، وسيناء كلها لا يعيش على أرضها سوى 450 ألف نسمة، وهذا المشروع يربط الشمال والوسط والجنوب، وآخر اعتماد لتنمية سيناء كان مليار جنيه، ولا نعرف أين وفيما تم صرفه ولم يصل سيناء، وهذا هو المشروع الوحيد الذى سينمى سيناء، خصوصاً أنه سيولى أهمية قصوى للزراعة، ومن يريد أن ينمى مصر، ولدية رغبة حقيقية فى هذا فعليه أن يبدأ بالزراعة، ولا بد أن نفكر خارج الصندوق، وأن يكون هناك تنبؤ مستقبلى. - أحد المشاركين: نريد أن نطمئن على مستقبل القبائل ال5 التى تسكن فى مسار هذا المشروع، وهل سيعود على أهلها بعائد مادى؟ * الجابرى: بالتأكيد سيعود عليهم بنفع مادى كبير، وسيكون لهم دور رئيسى فى إنشاء المشروع، وأؤكد أن القناة لها فوائد كثيرة تعود بالنفع على مصر بالكامل، وليس سيناء فقط، والحاكم الذى يهتم بسيناء فهو حاكم ناجح، وقناة السويس لم تكن سبب الخراب، بل ديون الخديوى إسماعيل هى التى كانت سبباً، فيما كانت قناة السويس «وش السعد» على مصر. أخبار متعلقة: "لعنة النهضة" تضرب سيناء الأهالي ينتظرون الأمطار الموسيمية.. "ثورة العطش" قادمة سكان علي الحدود.. "مرسي ضلمها علينا .. عشان ينور غزة" غزة تسرق الوقود ب"علم الحكومة" الانفلات الأمنى يفرض سيطرته .. رعب وفوضى وهجمات إرهابيةفي كل مكان الخطيب: منح «مرسى» الجنسية المصرية ل10 آلاف فلسطينى "خطيئة كبرى" ..و"مبارك"كان يعاملنا بطريقة أفضل