ذكرت صحيفة "لوس أنجلوس تايمز" الأمريكية الصادرة اليوم أنه، رغم تأكد الأجهزة الاستخباراتية الأمريكية من حقيقة تعرض الشعب السوري لغاز "السارين" القاتل، إلا إنها منقسمة حول ما إذا كان النظام السوري هو الفاعل الرئيسي لهذا الأمر أم لا. وأوضحت الصحيفة، في تقرير لها بثته على موقعها الإلكتروني، أنه بينما تدرس الإدارة الأمريكية كيفية الرد على استخدام أسلحة كيماوية في سوريا، في ضوء تأكيد مسؤولين استخباراتيين أن تحليل عينات التربة والأنسجة أشار إلى وجود غاز السارين، تباينت ردود فعل مجتمع المخابرات الأمريكي نظرا لاحتمالات أن يكون هذا الأمر نتج من تصرف غير مقصود أو على يد صفوف المعارضة، أو غيرها من الأطراف التي تعمل خارج سيطرة الحكومة السورية. وتعليقا على هذا الأمر، نقلت الصحيفة عن مسؤول عسكري أمريكي رفض ذكر اسمه قوله إن "إطلاق الغازات السامة في سوريا ربما نتج عن نقل الجنود الموالين للنظام كميات من مخزونات الأسلحة الكيماوية إلى مناطق أخرى، أو ربما يرجع الأمر إلى إمداد العلماء الخائنين للنظام بعض هذه الأسلحة إلى المعارضين". وأوضح أن الإدارة الأمريكية لا تمتلك حتى الآن الأدلة الدامغة حول استخدام هذه الأسلحة ضد المعارضين، فيما أعلن خبراء دوليون أن "الإدارة الأمريكية وحلفاءها ربما لا يصلوا إلى استنتاج واضح حول هذه القضية". ومن جانبه، قال جاري سامور، الذي كان من أكبر خبراء الانتشار النووي ضمن فريق الرئيس باراك أوباما للأمن القومي، إن الإجابة عن الأسئلة التي تدور حول ظروف وأدلة إطلاق هذه الأسلحة تحتاج إلى معلومات استخباراتية دقيقة ربما لا تتواجد خلال الوقت الراهن، لذلك ستحوم دوما سحب من التشككات حول هذه القضية. وأشارت "لوس أنجلوس تايمز" إلى أن إدارة الرئيس الأمريكي أوباما تسعى إلى جمع الأدلة الحاسمة التي تؤكد استخدام النظام السوري لمثل هذه الأسلحة والغازات السامة، قبل اتخاذ رد فعل ضد دمشق، لذلك أعلنت أنها تعمل بالتنسيق مع الأممالمتحدة وحلفائها الغربيين لإيجاد إجابات لهذه التساؤلات.