تستمر، منذ صباح اليوم، الاشتباكات العنيفة بين القوات النظامية السورية والمجموعات المقاتلة المعارضة في أحياء في شمال وجنوبدمشق، بحسب ما ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان، والذي وصفها بأنها "الأعنف في العاصمة" منذ بدء الاضطرابات قبل أكثر من سنتين. وقال مدير المرصد السوري، رامي عبدالرحمن، "إن الاشتباكات في حي برزة (شمال) بدأت يوم أمس، لكنها لم تتوقف بتاتا منذ هذا الصباح وهي الأعنف في العاصمة منذ بدء الثورة"، وتترافق المعارك مع سقوط قذائف، وتمتد الاشتباكات إلى حي جوبر (شرق). ونفذت الطائرات الحربية غارات جوية عدة، اليوم، على أطراف حيي جوبر والقابون (شمال شرق)، ومناطق متاخمة في ريف دمشق، بحسب المرصد. وصرح ناشط يقدم نفسه باسم مالك، أن "آلاف الأشخاص محتجزون في مدينة معضمية الشام" جنوب غرب دمشق القريبة من مدينة داريا التي تشهد معارك عنيفة منذ أشهر، مضيفا "هناك قصف يومي عليهم، وبينهم نساء وأطفال، وهم محاصرون من الجيش، ولا يوجد خبز ولا حليب أطفال، الناس يأكلون الخبز العفن". في محافظة أدلب (شمال غرب)، وقعت اليوم معارك عند أطراف مطار أبو الظهور العسكري، بحسب ما ذكر المرصد الذي أشار إلى محاولة من الكتائب المقاتلة اقتحام المطار والسيطرة عليه. وشملت الغارات الجوية قرى عدة في ريف أدلب واللاذقية (غرب) والرقة (شمال) ودرعا (جنوب) والحسكة (شمال شرق). وتستمر الاشتباكات في ريف مدينة القصير، حيث أحرزت قوات النظام أخيرا مدعومة من حزب الله اللبناني بعض التقدم على الأرض، مضيقة بذلك الخناق على مدينة القصير. وأوضحت الهيئة العامة للثورة السورية أن الطيران الحربي السوري شن غارة جوية على مدينة القصير، مشيرة إلى معارك عنيفة في الريف بين مقاتلي المعارضة وحزب الله. وفي محافظة ديرالزور (شرق)، تدور اشتباكات مع القوات النظامية في محيط مطار ديرالزور العسكري الذي يحاول مسلحو المعارضة التقدم إليه منذ أشهر. وفي مدينة حلب (شمال)، قتل وجرح عدد من عناصر القوات النظامية إثر تفجير مقاتلين من جبهة النصرة وكتائب أخرى عددا من العبوات الناسفة على الطريق الواصل بين مدينة السفيرة (شرق حلب) وبلدة أم عامود، وأشار المرصد إلى احتراق عربتين عسكريتين على الأقل. من جهة ثانية، أفاد المرصد وناشطون عن اشتباكات وقعت في حي الشيخ مقصود في مدينة حلب بين مقاتلين عرب وآخرين من وحدات حماية الشعب الكردي في المنطقة ذات الغالبية الكردية، ما تسبب بقتلى وجرحى. وتأتي هذه التطورات غداة يوم دامٍ قتل فيه 130 شخصا على الأقل في أعمال عنف في مناطق مختلفة من سوريا.