مبنى عريق ذو طراز معمارى مميز يتوسط شارع عبدالرحمن فهمى بحى جاردن سيتى، فى الأصل كان المبنى لمدرسة أسسها الخديو توفيق فى نهاية القرن التاسع عشر لتعليم اليتيمات، قبل أن تتحول المدرسة لتربية وتثقيف بنات العائلات تحت اسم «المير دى ديو». المدرسة التى تدرس بها الآن ما بين 1100 و1200 طالبة، لم تكن عدد الدارسات فيها عند تأسيسها عام 1980 يزيد على 16 طالبة، حسبما تقول إيزيس فرج مديرة إدارة المؤسسة، وكان المقر الأصلى للمدرسة هو فيلا كبيرة تقع عند تقاطع شارعى 26 يوليو وطلعت حرب الحاليين، وفى عام 1921 تم نقل المدرسة إلى مقرها الحالى بجاردن سيتى. ولم يكن يحيط بالمدرسة أى مبانٍ على الإطلاق قديماً، وكانت البناية المقابلة لها عبارة عن جراج للسيارات، وكان ملحقاً بها جناح خاص تم إنشاؤه فى سبتمبر 1899، لتعليم بنات الطبقات الكادحة الفقيرة غير القادرة على دفع المصروفات، للحصول على التربية والثقافة اللتين يحتجن إليهما، إلا أنه لم يعد موجوداً الآن. وتشير «إيزيس» إلى أن المدرسة تتبع وزارة التربية والتعليم، التى تحدد فى كل عام مصاريف المدرسة، بالإضافة إلى شروط القبول، وتهدف «المير دى ديو» إلى التربية الصحيحة فى الأساس إلى جانب التعليم، وتخريج طالبات متميزات يتمسكن بالقيم الأخلاقية الحميدة ويفدن المجتمع، وهى تشمل مراحل الحضانة والابتدائية والإعدادية والثانوية، إلى جانب قسم ثانوى دولى -البكالوريا الفرنسية- التى تؤهل للدراسة فى أى جامعة بالعالم. المدرسة مفتوحة للجميع، ولكن يفضل أن يكون أحد الوالدين متقناً للغة الفرنسية، وأن تلتحق الطالبة بالمدرسة بداية من الحضانة، كما توضح مديرة إدارة المؤسسة، التى تقول إن «اللغة الفرنسية هى اللغة الأولى بالمدرسة، ثم اللغة الإنجليزية»، لافتة فى الوقت ذاته إلى أن اللغة العربية والدين والتربية القومية مواد أساسية. وتؤكد إيزيس أن خريجات المدرسة كلهن متفوقات، ولا توجد فى المدرسة طالبات فاشلات فى الدراسة، والانضباط والالتزام هو السمة السائدة داخل أروقتها. وتحرص «المير دى ديو» على أن تكون من بين أوائل الجمهورية طالبات بالمدرسة، وتشير مديرة المؤسسة إلى إحدى الصور المعلقة على جدران حائط غرفة استقبال الضيوف، قائلة: «السنة اللى فاتت كان فيه طالبة من المدرسة ضمن الأوائل، وفيه تلاتة أهم كانوا من ضمن الأوائل قبل كده». المار بشارع عبدالرحمن فهمى فى جاردن سيتى، بعد انتهاء وقت الدراسة، سيجد أن باب المدرسة مفتوح وحارسها يقف أمامها لحمايته، وذلك لأنه، كما تشير إيزيس فرج، هناك مجموعات تقوية تقدمها المدرسة للطالبات كل يوم، ولا يسمح بالوجود داخل المدرسة بعد نهاية اليوم الدراسى إلا للطالبات اللاتى لديهن مجموعة تقوية.