الهدوء والسكينة وحدهما يسكنان شارع غاندى بمنطقة جاردن سيتى بعد أن قرر مسؤولو مدرسة «المير دى ديو» إغلاقها لمدة أسبوعين بسبب تزايد حالات الإصابة بأنفلونزا الخنازير. ولم يعد للطلاب سوى بريدهم الإلكترونى الذى أنشأته المدرسة لكل طالب قبل بداية العام الدراسى، حيث ترسل لهم إدارة المدرسة شرح الدروس المقررة خلال هذه الفترة عبر البريد الإلكترونى. ولا يفوت مديرة المدرسة أن ترسل للطلاب المصابين رسائل إلكترونية للاطمئنان على صحتهم والدعاء لهم بالشفاء. وتقول مها رضوان، والدة طالبة مصابة بالفيروس، إن ابنتها أصيبت بالفيروس وبدأت فى تلقى العلاج داخل المنزل، وحينما ظهرت حالات أخرى جديدة داخل المدرسة - كما تضيف - قررت إدارة المدرسة إغلاقها لمدة أسبوعين لحين تعافى الطلاب المصابين وحماية غير المصابين من انتقال الفيروس إليهم. ولفتت إلى أن ابنتها بدأت فى تلقى الدروس المقررة عليها خلال هذه الفترة عبر البريد الإلكترونى الذى أنشأته المدرسة بعد ظهور حالات الإصابة مباشرة. هالة خورى، والدة سارة فوزى، طالبة بالمرحلة الإعدادية، ثبتت إصابتها بالفيروس أكدت أنها تعيش «حالة من الهلع والفزع» بسبب الإجراءات التى تتبعها لتفادى إصابة الآخرين بالفيروس وكان من بينها حرمان طفلها الذى لم يصب بالفيروس من الذهاب إلى مدرسته رغم أنه فى مدرسة أخرى غير التى أصيبت فيها «شقيقته». وأشارت إلى أن ابنتها تتلقى التعليم عبر البريد الإلكترونى ولكنها لا تثق فى مثل هذه الوسيلة للتعليم وقالت: «مهما كان لو استعصت دروس على ابنتى ولم تفهمها فى الدروس مبتعرفش تفهمها.. لازم تتلقى التعليم بشكل مباشر حتى تستوعب المنهج». بعض الأمهات ترى أن أسلوب التعليم عن بعد عبر البريد الإلكترونى هو أفضل طريقة فى ظل انتشار المرض، وتقول إنجى أبوزيد، أم لثلاثة أطفال، أصيبوا بالفيروس: «نقترح أن تكون هناك رأفة فى الامتحانات لأن الطلاب تلقيهم للشرح عبر البريد الإلكترونى يختلف عن تلقيهم بشكل مباشر لأن قدرتهم على الاستيعاب تكون أقل عن ذى قبل». قرار إغلاق المدرسة لم يأت من فراغ، كما ذكرت إيزيس فرج يوسف، مديرة المدرسة، ولكنه بدأ التفكير فيه مع ظهور أول حالة إيجابية للفيروس بالمرحلة الإعدادية نتيجة لأن الطالبة المصابة كانت لها شقيقة بالمرحلة الابتدائية فتم إغلاق المرحلة الابتدائية أيضاً حتى قررت محافظة القاهرة إغلاق المدرسة بالكامل نتيجة لظهور هذه الحالات، وهو ما حدث بالفعل. وأشارت إيزيس إلى أنها فى فترة الصيف بدأت فى تدريب المدرسين على كيفية التعليم عبر البريد الإلكترونى تحسباً لإغلاق الفصول أو المدرسة بسبب انتشار المرض، وتدريب الطلاب على كيفية استخدام البريد الإلكترونى منذ أول أسبوع لهم فى الدراسة. وأكدت أنها لا تستطيع أن تحدد ما إذا كانت طريقة التعليم عن بعد طريقة جيدة أم لا إلا بعد عودة الطلاب إلى المدرسة والاطلاع على تقارير المدرسين عن التلاميذ خلال هذه الفترة. وأشارت إلى أن هذه الطريقة تعد الأفضل فى ظل هذه الظروف، موضحة أنه من الممكن إغلاق المدرسة أكثر من مرة خلال شهرى أكتوبر ونوفمبر إذا ما تكررت الإصابات. وأضافت إيزيس أنها لن تقسم الدراسة لأكثر من فترة كما حدث فى بعض المدارس، موضحة أن فصول المدرسة كبيرة جداً وطاقتها الاستيعابية من 30 إلى 35 طالباً. وتابعت: المدرسة ستقبلت لجاناً عديدة من وزارتى الصحة والبيئة ومن المحافظة قبل أن يتم إغلاقها بليلة واحدة. وقالت إن الأمر لن يتعدى الحالات الفردية وليس كما هو شائع عن زيادة الحالات المصابة، مشددة على أن إجراء الغلق لمجرد وقاية بقية التلاميذ بالمدرسة وعددهم 1200 طالبة فى جميع المراحل.