المواطن الأسيوطي، الذي يجد نفسه مضطرا بشكل يومي للوقوف في طابور "أطول من باله"، ليحصل على بضعة أرغفة خبز لا تكفي عدد أفراد أسرته، وطابور آخر أمام محطات الوقود قد يمتد به إلى ما يزيد على ست ساعات، لم يفاجأ بطول الطوابير أمام لجان التصويت في جولة إعادة انتخابات الرئاسة، اليوم، فقد ألف الطوابير وألفته، رغم ارتفاع درجات الحرارة في المحافظة الجنوبية. أمام محطة وقود التعاون بشارع الجمهورية، يقول أشرف محمد عبد الله، سائق تاكسي، "أنتظر منذ أكثر من ساعتين في طابور البنزين وقبلها انتظرت ما يزيد على الساعة في طابور الانتخابات، حتى أدلى بصوتي في لجنة مدرسة العصارة بمركز الفتح.. يعني يومي كله طوابير وما عملتش بيوميتي" حسب تعبيره. لعنة الطوابير، اصابت سائق التاكسي مدحت ميلاد أيضا، حيث وقف هو الآخر لأكثر من ساعة أمام محطة الوقود، بعد أن وقف ساعتين في طابور الانتخابات بلجنة مدرسة محمد فريد الابتدائية بمدينة أسيوط. عاطف إسحق، مفتش أول بمديرية التموين بأسيوط، أرجع أسباب أزمة نقص البنزين إلى إصرار الشركة المنتجة على توريد نصف الكمية فقط إلى محطات الوقود، مما أدى إلى أن المحطات التي كانت تعمل طوال 24 ساعة، تحولت إلى العمل ما بين السابعة صباحاً وحتى السابعة مساءاً فقط، نافيا أن تكون الأزمة في التمويل. وأضاف أحد العاملين بالمحطة، أنه منذ 20 مارس الماضي لم يورّد إلى المحطة بنزين 90، بينما يصل بنزين 92 إلى المحطة كل شهر تقريباً، مما أضر بنا كعمال، حيث نتقاضي تقريبا نصف "اليومية" تقريبا.