انتخب الجسد الطلابى بالجامعات المصرية ممثليه فى اتحادات الطلاب، واتسمت العملية الانتخابية بالشفافية وجاءت بنتائج متميزة للتيارات المستقلة والليبرالية واليسارية. إلا أن استكمال العملية الانتخابية والوصول إلى اتحادات عموم طلاب مصر للجامعات الحكومية والخاصة لم يتم إلى اليوم بعد أن انقلب طلاب الإخوان، وبعنف، على الصندوق الذى تدعى جماعتهم دوما احترام نتائجه. حال طلاب الإخوان دون فوز مستحق لممثلى التيارات الأخرى بأغلبية المقاعد فى الاتحادات. ووزير التعليم العالى المسئولة أجهزة وزارته عن الاتحادات الطلابية وانتخاباتها لم يتحرك لمحاسبة المتورطين فى العنف وتسجيل احترامه للممارسة الديمقراطية حين تأتى نتائجها ضد حزب الرئيس الذى يسمى الحكومة. يحدث فى الجامعات المصرية، إلغاء لمحاضرات ولندوات عامة لمفكرين وسياسيين وأكاديميين تجتهد لتنظيمها اتحادات الطلاب وأسر للنشاط وتلغيها إدارات الكليات والجامعات. والهدف هنا هو تكميم الأفواه وتقييد حرية التعبير عن الرأى وفرض اللون الفكرى والسياسى الواحد على الجامعة. وكما يتورط طلاب الإخوان فى الانقلاب على صندوق الانتخابات الطلابى، يتورط منتمون للجماعة وللتيارات السلفية ممن يشغلون المواقع الإدارية فى الكليات والجامعات فى إلغاء المحاضرات والندوات بحجج واهية تدلل أحيانا على رجعية وأحادية نظرة تيارات اليمين الدينى إلى المجتمع والسياسة. يحدث فى الجامعات المصرية، ممارسة للعنف من قبل بعض أعضاء الجسد الطلابى والذين يتجه عنفهم إما إلى مجموعات طلابية أخرى أو إلى المختلفين مع التيارات التى ينتمون إليها فكريا وسياسيا. وبجانب ما تتناقله وسائل الإعلام عن عنف مجموعات طلابية ذات مسميات مختلفة (كالأحرار وغيرها)، يتكرر العنف داخل الجامعة ضد معارضين لليمين الدينى من قبل متطرفين أفراد من مشوهى العقول والضمائر الذين يرفعون شعارات دينية زائفة. وعلى سبيل المثال، تعرضت أمس فى جامعة بنى سويف، وتعرض معى الدكتور أحمد دراج القيادى بحزب الدستور، لاعتداء من متطرف هاجمنا جسديا ولفظيا بعد محاضرة لى. يحدث فى الجامعات المصرية، تدخلات سافرة فى شئون أعضاء هيئة التدريس والهيئة المعاونة من قبل وزارة التعليم العالى التى ينبغى ألا يتجاوز دورها حدود الإشراف الإدارى والمالى. فوزير التعليم العالى يتدخل فى تعيين أعضاء لجان الترقى الأكاديمى لهيئة التدريس ويتدخل فى شئون أخرى كثيرة هى فى صلب العمل المهنى بالجامعة، والأقسام والكليات والجامعات إن فقدت استقلالها المهنى حادت عن المقومات الأساسية لدورها فى العملية التعليمية. يحدث كل هذا فى الجامعات المصرية، دون مساءلة أو محاسبة أو مواجهة لليمين الدينى أو للوزارة المتخاذلة أحيانا والباحثة عن السيطرة فى أحيان أخرى.