«خدوا عينى شوفوا بيها»، كلمات تغنى بها المطرب لطفى بوشناق، ربما تكون لسان حال الحزب الحاكم فى مواجهة علامات الاستفهام التى عرضها قطاع كبير من الشعب، بعد طرح كتاب يتحدث عن إنجازات الرئيس مرسى خلال التسعة أشهر الماضية، فى الوقت الذى تندلع فيه موجات شعبية غاضبة، لسوء الأوضاع السياسية، وعدم الشعور بجدوى مشروع النهضة، الذى انتخبوا الرئيس على أساسه. لم تمضِ سوى ساعات قليلة على نفى وزير الثقافة محمد صابر عرب طباعة كتاب عن إنجازات الرئيس على نفقة الوزارة، حتى تم طرح كتاب يحمل عنوان «9 أشهر من الإنجازات.. الرئيس مرسى يبنى مصر من جديد»، إعداد كاتب ينتمى لجماعة الإخوان المسلمين، كمنبر جديد يعدد إنجازات الرئيس بعد أن فعلتها قناة «الحافظ» وشنت حملة بعنوان «إنجازات»، من أجل تذكير المشاهدين بإنجازات الرئيس عبر شريط أعلى الشاشة. الإسهاب فى عرض إنجازات رئيس الجمهورية عادة مصرية أصيلة توارثتها الأجيال المتعاقبة، ولم يعد يوليها الشعب أى اهتمام، وفقاً لرأى الكاتب الصحفى صلاح عيسى، فكل الحكومات الحزبية وغير الحزبية اعتادت طبع خطب الرئيس، كما تم إنشاء هيئة الاستعلامات بهدف طبع صور الرئيس، وإصدار كتيبات دورية فى المناسبات، وغالباً لا تجد قارئاً، وتوزع مجاناً، ثم تُحول فى النهاية إلى قراطيس للب والتسالى. الحملات التى تُعدد إنجازات الرئيس فى الفترة الأخيرة، يرى «عيسى» أنها تأتى فى إطار محاولة الحكومة والإخوان الدفاع عن نفسيهما فى مواجهة الحملات التى تشنها أحزاب المعارضة ضد الرئيس. اعتبار أن إنهاء حكم العسكر أحد إنجازات الرئيس، كما جاء فى الكتاب الجديد، رغم أن الفضل يرجع إلى ثوار يناير، والإشادة بإعادة محاكمة قتلة الثوار، التى لم تحدث من الأساس، والترحيب بتعيين نائب عام جديد، رغم إدانة القضاء لهذا الفعل - محاولة اصطناع إنجازات وهمية، فى رأى عيسى، كأحد أساليب الدعاية الفجة، التى تؤدى غالباً إلى نتائج عكسية، قائلاً: «نشكر مؤلف هذا الكتاب، لأنه سيتحول إلى كتاب يفضح فشل الجماعة وإخفاقات الرئيس». على العكس تماماً، يرى الدكتور أحمد عارف، المتحدث الرسمى باسم جماعة الإخوان المسلمين، أن الحديث عن إنجازات الرئيس يأتى فى دائرة الفعل ورد الفعل، موضحاً أن هذا التصرف إن كان أمراً غير طبيعى، لكن فى ظل حالة التربص والمواقف المسبقة والشهادات المجروحة، التى تشن فى حق الرئيس من قبل من لا يرون من الدنيا إلا السواد، ربما يكون أمراً مقبولاً.