عاشت الخصوص أول ليلة هادئة منذ اندلاع أحداث الفتنة الطائفية الجمعة الماضى، وبدأت الحياة تعود لطبيعتها تدريجيا إلى منطقة كنيسة مارجرجس؛ حيث بادر بعض أصحاب المحلات بفتح أبوابها من جديد وسط وجود أمنى مكثف بالمنطقة. وعززت قوات الأمن انتشارها لتأمين باقى الكنائس الأخرى داخل الخصوص وعددها 13 كنيسة، وقال مصدر أمنى: إنه تم القبض على العناصر المحرضة التى ساعدت على تأجيج الفتنة بين الطرفين، وعددهم 15 شخصا وكلهم من خارج الخصوص: وهم 5 من المسيحيين و10 من المسلمين وبحوزة كل منهم سلاح خرطوش وزجاجات مولوتوف. وأوضح أن النيابة أمرت بحبسهم جميعا، كما أمرت بضبط وإحضار المتهمين الرئيسيين فى أحداث الفتنة، وذلك بناء على مذكرة التحريات التى سلمتها أجهزة الأمن للنيابة وحددت فيها دور كل متهم فى الأحداث. من جانبه، أكد اللواء محمود يسرى، مدير أمن القليوبية، أنه لا توجد أى عمليات تهجير للأقباط داخل الخصوص، مشيراً إلى أن أجهزة الأمن وُجدت منذ اللحظة الأولى للأحداث؛ حيث تم فرض طوق أمنى على الكنائس الموجودة بالقرية، نافيا ما رددته بعض وسائل الإعلام الغربية عن حرق جماعى للكنائس فى الخصوص، مشيراً إلى أنه لم يتم حرق كنيسة واحدة باستثناء الكنيسة التى شهدت الأحداث؛ حيث تم حرق جزء من حضانة تابعة لها فقط. وأكد اللواء محمود يسرى أن أجهزة الأمن لن تنسحب من الخصوص إلا بعد عودة الحياة إلى طبيعتها تماما داخل القرية. وقال مدير الأمن: إن القوات المكلفة بحراسة كنائس الخصوص تعاملت بأقصى درجات ضبط النفس، وتحملت الخروقات من قبل بعض الأطراف، مشيرا إلى إصابة ضابط و5 مجندين من المكلفين بحراسة الكنيسة. وقال مدير الأمن إنه زار الكنائس والتقى عددا من القساوسة والآباء بالخصوص، واتفق معهم على التهدئة مع ضبط جميع المتورطين والمحرضين من الجانبين. إلى ذلك، أمر المستشار حاتم الزياتى، المحامى العام لنيابات شمال بنها، بضبط وإحضار 17 متهماً رئيسياً فى الأحداث التى شهدتها الخصوص وتفجر إثرها حادث الفتنة. وقالت مصادر: إن المتهمين هم 3 أشقاء مسيحيين و7 متهمين مسلمين تورطوا فى أعمال العنف، و7 بتهمة التحريض على الفتنة.[Image_2] كما استمع حسن عبدالعاطى، وكيل أول نيابة الخصوص، ل12 من شهود العيان، وأمرت النيابة بضبط وإحضار مجموعة من البلطجية، قالت تحريات المباحث الجنائية إنهم كانوا يخرجون من منطقة «الزرايب» لهجوم وإحداث الشغب خلال الأحداث ثم يعودون مرة أخرى للاختباء هناك. من جانبه، أعلن حزب الحرية والعدالة بالقليوبية، برئاسة محسن راضى، عن تشكيل لجنة شعبية بالخصوص تضم جميع ممثلى الأزهر والكنيسة ورموز المجتمع بالمنطقة لمتابعة عملية التهدئة خلال 15 يوما ولحين الترتيب لجلسة الصلح التى يتولاها بيت العائلة بالأزهر الشريف. وأكد «راضى» أن أحداث العباسية والخصوص بفعل فاعل، مضيفا أنها كشفت عن حجم السلاح الموجود لدى الأفراد. من ناحيته، دعا الأنبا سوريال يونان، راعى كنيسة مارجرجس بالخصوص، جميع الأطراف إلى الالتزام بالتهدئة، وأبدى استعداده للصعود على منبر أحد المساجد بالخصوص لدعوة الجميع لنبذ العنف، مثلما خرج على الشباب الموجود أمام الكنيسة حاملا مكبر صوت ودعاهم للتهدئة وإنهاء وجودهم حول الكنيسة، مؤكدا التزامه بما ستسفر عنه التحقيقات بشرط تقديم المتورطين فى الأحداث للعدالة. ونددت أحزاب قوى الائتلاف الإسلامى بالقليوبية والجماعة الإسلامية وحزب البناء والتنمية بالمحافظة، فى بيان أصدروه أمس، بالأحداث، وطالبت الجماعة الإسلامية مؤسسة الرئاسة بالحسم والحزم فى تفعيل القانون، كما طالبت الإعلام بتحرى الدقة فى نقل الأخبار، والتزام الحيادية والموضوعية. وأكد أحمد زكريا عبداللطيف، نائب رئيس مجلس شورى الجماعة الإسلامية بالقليوبية، أن هناك من يلعب بكارت الفتنة الطائفية فى مصر، مشيرا إلى أن أحداث الخصوص والعباسية جاءت بعد تصريحات الرئيس عقب عودته من السودان بأنه لا تصالح مع رموز النظام السابق، واتفق معه ياسر العسال، أمين حزب الأصالة بالمحافظة، مضيفا أن الإعلام الطائفى أحد أسباب تغذية الفتنة.