رفضت الكاتبة فاطمة ناعوت دعوة بعض النشطاء إلى تصعيد أحداث الكاتدرائية والخصوص دوليا، مؤكدة أنها ضد تدويل أي قضية داخلية تخص الشأن المصري، فالتدويل إعلان صريح أن مصر سقطت كدولة وتحتاج دعما من دول أخرى كي تحل مشاكلها، مشددة على أن القانون يجب أن يكون سيد الدول المتحضرة، كي تُضمن حقوق كل مواطن مصري بصرف النظر عن انتمائه الفكري أو العقائدي أو السياسي. وقالت ناعون ل"الوطن" إنها توقعت في مقالات قديمة لها في العام الماضي ما يحدث الآن، حين بدأ المتطرفون يشعلون الفتنة بين المصريين اتباعا لنهج الصهاينة "فرق تسد"، كما تنبأت به في مقال بعنوان "مفتاح السر.. صول"، وصول هي الكنيسة التي ظل المتطرفون يهددونها لمدة 22 ساعة أيام حكم المجلس العسكري على مرأى ومسمع من العالم، وتم تصويرهم وعُلمت أسماءهم لكن لم تتحرك الدولة للقبض عليهم. وأوضحت أنها كتبت إنه لو لم يتم القبض على الجناة سيكون المواطن القبطي كارتا رخيصا يفعل به أي فاشي ما يريد دون أن يأخذ حقه، وكتبت بعده مقالا آخر بعنوان "مصر بلا كنائس.. ذلك أفضل جدا"، توقعت فيه أن تتكرر الاشتباكات مرارا وتكرار. وأكدت أن حدسها صدق، لأن الرئيس محمد مرسي يترك شيوخ الفضائيات يلعنون ويسبون وينهرون ويبثون الكراهية في صدور الناس تجاه الأقباط، وهذه الأحداث نتيجة طبيعية جدا لما بذره ياسر برهامي وأبوإسلام ومحمود شعبان وعبدالله بدر، الذين يتفننون في زرع الكراهية داخل المسلمين تجاه الأقباط، ولم نكن نعرف هذه الشقاقات والانقسامات منذ زمن بعيد، ولم نقل "مسلم ومسيحي" إلى أن كفَّر الإخوان الجميع، مسلمين ومسيحيين وعلمانيين وليبراليين، مشددة على أن "الإخوان هم أعداء الله". وقالت ناعوت إن المؤسف أن هناك بسطاء يعتقدون أن كل من يخالف بديع والشاطر وصبحي صالح وصفوت حجازي أو غيرهم، وكل من يعارضهم كفرة، وأصبح قتل المعارضة إنذارا بسقوط هذه الدولة، فالمجتمع الذي ليست به معارضة محكوم عليه بالفناء والدمار، فسوريا وليبيا قبل الثورة لم تكن بهما معارضة، ويحاولون الآن أن يجعلوا من مصر سوريا جديدة، ومرسي يحاول أن يجعل من نفسه قذافي جديد وبشار أسد جديد، وهذا لن يكون، مؤكدة أن ما حدث بالأمس فتنة طائفية أوشكت على التحول إلى حرب أهلية لن تتحملها مصر، فمصر الآن في مفترق الطرق بين ثورة واقتصاد ضائع وعلى وشك ثورة جياع، وأحرى بنا أن نجتمع بعيدا عن هذه الفتن التي ستقتلنا جميعا بلا استثناء.