قال سامح عيد، القيادى السابق بتنظيم الإخوان: «إن إخوان الأقاليم مظلومون، لأنهم أقل تعليماً ومعظمهم من الفقراء، وقيادات الإخوان يستغلون ضعفهم»، موضحاً أن تولى المناصب داخل الإخوان له علاقة بالنسب والصداقة. وأضاف فى حواره مع «الوطن»: «إن مجموعة شرق القاهرة لها تأثير كبير على صناعة القرار داخل التنظيم لقربها من المهندس خيرت الشاطر، نائب المرشد». وإلى نص الحوار: * كيف ترى ما حدث فى أحداث المقطم وإصابة عدد كبير من إخوان المحافظات؟ - ما يحدث داخل الإخوان هو أن علاقات النسب والصداقة لها تأثير وما يفوز الآن بكل المناصب داخل الجماعة هم القاهريون وهم المجموعة النافذة ودائما إخوان الأقاليم مظلومون وما رأيناهم فى أحداث المقطم هم فئات الإخوان الأقل تعليماً ومعظمهم من الفقراء والأقل تنظيمياً وللأسف الشديد قيادات الجماعة تستغل الضعفاء تنظيمياً فى هذه المهلكة، وإخوان الأقاليم دخلوا فى المواجهة وهم لا يعرفون طبيعة المكان وحدثت هذه المطحنة، ومن أصيب، كلهم من إخوان الإقليم والأقل تعليماً والأقل رتباً تنظيمية، والشكل السلبى هو أنه لو حدثت أى مواجهات أخرى أو مظاهرات، فلن يأتى إخوان الأقاليم مرة أخرى بنفس الحماس بعد ما شاهدوه فى أحداث المقطم وستفاجأ الجماعة بإحجام أبناء الأقاليم عن الخروج فى مظاهرات ولن يكون هناك عدد موجود كما هو متوقع، خاصة أن هناك تأكيداً موثقاً أنه لم يصب أحد من إخوان القاهرة. *وما تأثير مجموعة «شرق القاهرة» التابعة على صناعة القرار داخل الجماعة؟ - مجموعة شرق القاهرة لها تأثير كبير على صناعة القرار ويتم تصعيدهم بسرعة كبيرة فى تولى المناصب القيادية داخل الجماعة وهم أتباع خيرت الشاطر، فالمحظوظ من الجماعة من يعمل مع «الشاطر»، وهناك طبقية واضحة داخل الجماعة وهناك طبقة عليا تتخذ القرار وطبقة مطحونة يتم الاستعانة بهم فقط فى المواجهات، وهناك أكثر من لغم داخل الإخوان، منها الانتخابات الداخلية والتصعيد للمناصب العليا، وأتذكر أيام الاعتقالات قبل الثورة عندما كان يعتقل أحد من الأقاليم، كان يحصل على 500 جنيه من مكتب الإرشاد، فى حين عندما كان يعتقل القاهرى كانت أسرته تحصل على 5 آلاف جنيه. *وماذا عن الترقى فى المناصب داخل الإخوان؟ - هناك مبدأ موجود داخل الجماعة وبين قياداتها يسمى «التوثيق والتضعيف»، أى أن هناك تقريراً يتم كتابته من قبل البعض عن سلوك كل شخص داخل الجماعة ويقول إن فلاناً منضبط تنظيمياً يسمع ويطيع، وولاؤه للجماعة، ومن ثم لو أى قيادى داخل الجماعة يحب شخصاً أو بينهما مصالح مشتركة، سيقوم بتصعيده إلى منصب تنفيذى عقب أن يعطيه رتبة تنظيمية أولاً لكى تسمح له هذه الرتبة بأن يفوز بهذا المنصب وفى النهاية الترقى داخل الجماعة وتصعيد شخصياتها فى المناصب العليا فى الدولة قائم على العلاقات الشخصية. *هذا يعنى أن عامل الخبرة والكفاءة لا يعتد به من قبل قيادات الجماعة؟ - لا توجد خبرات داخل الإخوان، خاصة إذا ما قورن ذلك بالمناصب التى يعتلونها والاعتماد بالأساس على الثقة وليس الكفاءة، ومشكلة الإخوان المسلمين كجماعة مغلقة هو أن قياداتها دائماً يضعون «الأغيار» محل شك ويعتبرونهم متآمرين، ومن ثم هم يستبعدون أى شخص غير موثوق فيه داخل الجماعة من الترقى خوفاً من التآمر عليهم وتوصيل معلومات عنهم للآخر أو للجرائد ووسائل الإعلام، وكل من تم تصعيدهم داخل الإخوان لتولى مناصب مهمة هم على علاقة وثيقة ومباشرة بخيرت الشاطر. *وماذا عن أعضاء الإخوان بالأقاليم؟ - هناك حركة خلخلة داخل الجماعة بسبب تجاهل أعضاء الإخوان فى الأقاليم وجيل الشباب بدأ يتقلص داخل الجماعة بشكل كبير وأصبح عدد الشباب داخل الجماعة أقل، والأمثلة على ذلك أن أحداث المقطم من ضُرب فيها، أغلبهم فى الخمسينات والستينات، وإذا كان عندهم شباب، فلماذا يستعينون بناس كبيرة بهذا الشكل. *وكيف ترى الوضع الحالى داخل الإخوان؟ - الصحابة فى غزوة بدر كانوا على قلب رجل واحد، وفى لحظة تقسيم الغنائم اختلفوا وهو ما حدث فى بدر، وأتوقع أن الشباب غير الراضى عن أداء مكتب الإرشاد سيترك الجماعة واحداً تلو الآخر، لأن النظام داخل الجماعة عسكرى يرفض أى شخص لا يطيع الأوامر ويعترض أو يبدى رأيه ومنذ البداية من يحاول أن ينتقد أو يناقش، يفقد أى رتبة داخل الجماعة، ومن هؤلاء مجموعة شباب ذهبت إلى حزب «مصر القوية» الذى يترأسه الدكتور عبدالمنعم أبوالفتوح، وآخرون التحقوا بحزب التيار المصرى، والمنشقون هم أفضل ناس داخل الجماعة، وأقصى ما يمكن أن يستمر هذا التنظيم على هذا النحو عامين، وسيحدث صراع على توزيع الغنائم داخل الجماعة ومن ثم تنفجر من الداخل. أخبار متعلقة: المحظوظون والمطحونون داخل «الجماعة» المحظوظون: «إخوان شرق القاهرة» يحكمون التنظيم المطحونون: «إخوان الأقاليم».. الوقود الرخيص للمعركة شاب إخوانى: 20 ألفاً من المحافظات تصدروا صفوف «معركة المقطم» خطة مواجهة «النكسة»:ثق في قيادتك الرسالة الأخيرة بعد «نكسة المقطم»: لا تفرّقوا فأنتم الأعلون