شهدت كلية الآداب جامعة الإسكندرية، أمس، تنظيم قسم اللغات الشرقية ندوة بعنوان وعد بلفور، وذلك بمناسبة ذكرى وعد بلفور التي تواكب هذا الشهر، وذلك تحت رعاية عميد كلية الآداب الدكتور عباس سليمان. بدأت فعاليات الندوة التي شملت آداء أغنية القدس للطالبة نور -ترحيب الدكتورة غادة موسى وكيلة الكلية للبيئة وتنمية المجتمع ورئيسة القسم الدكتورة سميرة عاشور، وأعضاء هيئة التدريس، والمحاضر الرئيسي الدكتور مختار غباشي رئيس المركز العربي للدراسات السياسية والإستراتيجية، والتعقيب من وجه نظر القانون الدولي ومن الناحية القانونية والجنائية للدكتورة آيات الحداد المحاضر بكلية حقوق وكلية اقتصاد علوم سياسية بجامعة الإسكندرية. ونوهت الدكتورة، فتحية موسى أنه وفقًا للديانة اليهودية تم منح الوعد الإلهي، لكنه كان وعدًا مشروطًا، وهو ما لم يلتزم به بني إسرائيل، كما عبدوا الأوثان في سيناء لذا فقد انتفى هذا الوعد. ومن جانبه أوضح الدكتور أحمد فؤاد أنور، أنه حتى بعد تأسيس مملكة إسرائيل والتي كانت إمارة صغيرة وطأتها الإمبراطوريات الكبرى عندما كانت تتصادم مع بعضها البعض واختار غالبية الأسباط أن يغادروا القدس ويؤسسوا معابد وثنية في المملكة الشمالية، وهما بذلك لم يلتزموا بالوعد الإلهي. أضاف، أن المقارنة الاقتصادية غير منصفة لأن عدد الإسرائيليين اليهود 5 مليون تقريبًا بمعنى أن المعونة الاقتصادية وحدها تم توزيعها على المساحة الصغيرة وإجمالها يعادل ثلث سيناء، كما أشارت الدكتورة سميرة عاشور إلى أهمية دور الشباب في المشاركة في فعاليات دور الجامعة الثقافية بهدف تحصينه من الاختراق ومن الأفكار المشوهة عبر وسائل الإعلام وعبر مواصل الاجتماعي والجامعة تقوم بهذا الدور بشكل دوري. كما أكد الدكتور مجدي عجمية على أهمية التشبث بالأمل واستعادة دروس الماضي للاستفادة منها والثقة في العدل الإلهي مع العمل على تحقيق هذا العدل، كما أكد الدكتور مختار غباشي على ضرورة الربط بين التاريخ والسياسة والواقع الحالي الذي نمر به، وذكر بأن "هناك أدوات يجب استخدامها من المفاوض العربي عند سعيه لاستعادة حقوقنا منها روؤس الأموال العربية في الخارج وتعزيز القوة العسكرية والاستعانة بالخبراء في التخطيط".
وأشار إلى أن الإرادة هي مفتاح الحل وليس انتظار الحل من الخارج وأشار إلى مبادرة السلام التي اقترحها الرئيس في مايو الماضي ثم على منصة الأممالمتحدة في دورة الانعقاد الأخيرة في سبتمبر، مطالبا بضرورة تنشيط دور جامعة الدول العربية وإرسال مبعوث خاص ممثلا للأمين العام لكل منطقة عربية ملتهبة بحثا عن تسوية سياسية عربية عربية. من جانبها نوهت الدكتورة آيات الحداد إلى أن وعد بلفور غير مشروع حيث أنه بمثابة تصريح سياسي وليس اتفاق دولي، كما أن بريطانيا وأمريكا مسئولين مسئولية مباشرة عما حدث ومازال يحدث في القضية الفلسطينية، حيث شكل صك الانتداب البريطاني على فلسطين الركيزة الأساسية للعدوان والاحتلال. كما عبرت عن تخاذل دور مجلس الأمن تجاه القضية الفلسطينية بعكس موقفه الإيجابي من الصراع العراقي والكويتي وايضًا القضية الليبية "لوكربي". كما كانت هناك العديد من الأسئلة والتعليقات من قِبل الطلبة وسؤالهم حول "هل الشباب مؤهل الآن"، فأجابت الدكتورة آيات الحداد بأنه "سوف يؤهل بتأهيل التعليم بإصلاحه عن طريق التعديل في المناهج وإضافة مادة تحث على الأخلاق وزرع الوطنية لدى الشباب حتى يكونوا على علم بما يحدث في المنطقة العربية وحتى لا يستقطبهم الغرب مستغلين عدم وعيهم. وذكرت أن إسرائيل تهتم بالتعليم بداية من وصول الطفل لعمر السنتين وتربى فيه روح التفاهم والاخاء، وأن الأسرة تلعب دورًا هام في حياة الطفل يليه دور المجتمع المتمثل في أدواته من إعلام وتعليم وغيره.