سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
هيكل: أشعر بالفزع عندما يقال إن "الصكوك" تعرض في النهاية على هيئة كبار علماء الأزهر قابلتني امرأة كويتية وقالت لي "ماذا جرى في مصر.. مصر علمتنا ونورتنا" حينها انكسر قلبي
قال الكاتب محمد حسنين هيكل إنه يشعر بالفزع حينما يسمع أن قانون الصكوك يعرض في النهاية على هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، موضحا أنه لا يعتقد وجود ما يسمى بالمشروع الإسلامي. وأضاف هيكل "أنا لا أعتقد أن المشروع الإسلامي موجود، دارت مناقشة بين آية الله خوميني عن الاقتصاد الإسلامي، فقلت نحن لدينا مشروع اقتصادي واحد يحكمه صندوق النقد الدولي وتحكمه اتفاقيات دولية وجميعنا موجودون في البنك الدولي، نحن لدينا عدم فهم، هل يستطع أحد أن يقوم بعمل أرصاد جوية خاصة ببلده فقط؟، نحن نعتمد على الطيران هل أحد لديه طيران يجعله طيرانا وطنيا داخل حدودي فقط". وأوضح الكاتب الكبير، في حواره خلال الحلقة الرابعة من برنامج "مصر أين؟ مصر إلى أين"، "أشعر بالفزع عندما يقال إن الصكوك تعرض فى النهاية على هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، الدين ملىء بالعلم لكن العلم مجالاته متسعة، أعلم أنهم يذهبون إلى علماء الاقتصاد أو الاجتماع أو الإدارة، لكن لماذا يذهبون إلى علماء الأزهر الشريف؟ هذا يدل على أننا خارج الزمن. وردا على سؤال "هل بدأ الأمريكان بالشعور بوجود إخفاقات إخوانية؟"، أجاب "لا يستطيع أي مراقب إلا أن يصل إلى نتيجة واضحة، ففي أعقاب ثورة من أعظم الثورات، انظري لميادين مصر سوف تجدين 23 مليون مصري في ميادين مصر والعالم العربي ينظر إليك بانبهار، واليوم وصلنا ونحن في وضع في منتهى السوء". وتابع "الإخوان صدروا أنفسهم بالمسؤولية ووصلوا إليها بكل العنف، وفى النهاية ماذا بعد أن وصلتم؟، أما عن المرأة فيصيبني ذلك بفزع، قابلتني امرأة كويتية وأنا نازل من متحف بيكاسو وقالت لي ماذا جرى في مصر؟، مصر علمتنا ونورتنا "يا حرام يا مصر"، حينها كادت الدموع تتساقط حيث انكسر قلبي. وأضاف هيكل "قال مدير مخابرات إسرائيل "إحنا عملنا في العرب ما لو أرادوا إصلاحه لما استطاعوا في 20 سنة"، فتساءلت ماذا هم فعلوا بنا، وماذا فعلنا نحن بأنفسنا، هذه هي الكارثة، "لا يبلغ العاقل من خصمه ما يبلغ الجاهل من نفسه". وأشار هيكل إلى أنه لا يعلم ما إذا كان الأمريكان عملوا اختبارا للبدائل المدنية للإخوان، اليوم، ليس لدينا إلا أن نقرأ الإشارات العابرة، العالم كله وليس فقط الأمريكان لديهم خيبة أمل فيما تصوروه وبعضه ينسب إلى الإسلام، ولا ينبغي أن يحسب هذا على الإسلام، الجميع يشعرون بحالة إحباط فالجميع تصور أن مصر لديها حالة جديدة من الاستقرار بعد عهد مبارك، فشلنا في التراضي أيضا، وهناك طرف يريد التمكين وليس لديه وسائل التمكين". وقال هيكل "الأمريكان في 25 يناير، فاجأهم هذا الخروج وبدا هذا الخروج الواسع المذهل للعالم كله وتصوروا أن هناك قوة جديدة تظهر في مصر، هذه التعبئة التي رأيناها هى تعبئة "لحظة"، تعبئة وسائل الاتصال الاجتماعي، والحكومة المركزية أصبحت عاجزة، أمام الانتشار في وسائل الاتصال بشكل غير طبيعي، يوم انتخابات الرئاسة كلمني صديقي الناشر إبراهيم المعلم والنتائج كانت ظاهرة بفوز مرسي، وقال لي الكل عارف إن مرسي فاز.. قلت له فعلا هو فاز لكننا أمام 4 فبراير جديد، فتعجب مما قلته. وأكمل هيكل حديثه "الإنجليز حاصروا قصر الملك فاروق في 4 فبراير 1944 نتيجة لتصرفاته، وفرضوا عليه أن يأتي بالنحاس، وهو صاحب أغلبية، فالإنجليز تدخلوا لكي تصحح العلاقات السياسية في مصر لتخدم مصالحهم في وقت حرب. الأمريكان هنا لم يحتاجوا إلى دبابات، فاكتفوا بالهواتف المحمولة، جميع السفراء اتصلوا؛ الأمريكي والفرنساوى والبريطاني. على الرغم من أن 4 فبراير أضر بالنحاس باشا لكن في موقفه لم يكن مخطئا، الملك فاروق لم يكن لديه مانع من رحيل النحاس لكنه كان مرحبا بوزارة ائتلافية". وأضاف هيكل "هذا تقريبا ما يحدث الآن هو رجل فاز بالأغلبية، وفيه استشكالات في اللحظات الأخيرة، وبدأت الهواتف المحمولة تنهال، والجميع كان يرصد تقارير نتائج الانتخابات، وأيضا السفيرة الأمريكية كانت لها طريقتها لمعرفة النتائج. أتمنى أن يجدوا طريقة ليعرفوا بها من لديه أجهزة تصنت على المكالمات، التكنولوجيا قامت بعمل شيوع أساليب التجسس وليس الاتصال فحسب، في المحكمة الدستورية العليا رُصدت عن طريق الهاتف المحمول كل المداولات بين قضاة المحكمة العليا". وعن إعلان الإخوان فوز مرسي في الرابعة صباح اليوم التالي للفرز، علق هيكل "من الطبيعي إذا عرفت حقيقة معينة ومستندة فيها على معلومات، وشكيت أن ممكن أطراف أخرى ممكن تتلاعب، فطبيعي أن تعلن على الفور وهذا موجود في جميع الانتخابات، الإخوان المسلمون أعلنوا النتائج ضد أي محاولة تلاعب لكن النتائج أوضحت أن البلد مقسومة إلى قسمين".