انتقد الدكتور أسامة الأزهري، أحد علماء الأزهر الشريف، الخطاب الديني بعد ثورة 25 يناير، قائلا "الخطاب الديني بعد الثورة فقد مقاصد الشريعة الإسلامية، وبعيدا كل البعد عن الواقع ويمر بأزمة حادة تحتاج إلى إعادة النظر فيه"، محذرا من الاستمرار في هذا الخطاب. وأضاف الأزهري خلال لقائه بمعرض الكتاب بمكتبة الإسكندرية، مساء أمس الأول، أن الخطاب الديني في مصر بعد الثورة أغرق في التراث وانعزل تماما عن الواقع، لافتا إلى أن الأزهر قد تعرض لفترة تكميم أفواه وضعف وخنوع في فترة ما، فإنه لن يكمم بعد اليوم ولن يسكت خلال المرحلة القادمة. وأوضح الدكتور أسامة الأزهري أن الحوار بدأ بين العلماء والمشايخ والشباب للوصول إلى خطاب ديني تتوافر فيه شروط الخطابة الإسلامية الصحيحة، لافتا إلى أن الحل الوحيد للخروج من أزمة الخطاب الديني هو إطلاق مبادرة شاملة تدعو إلى عدد من المواثيق أبرزها الإنصاف من النفس ومن يرى نفسه غير مؤهل للعمل بالخطاب "فليسكت". ورفض التعليق على أزمة تسمم طلاب الازهر قائلا "لا يصح سب شيخ الأزهر فله هيبته ومكانته، ومن حق الطلاب التقدم بشكوى للتحقيق في الواقعة". وأشار أسامة الأزهري إلى أن الأزهر أجرى دراسة عن الإلحاد، خاصة بعد ظهور أصوات تتهامس بهذه القضية، وأثبتت أن 70 مشكلة تسببت في هذا الاتجاه، منها ما يتعلق بالأخلاق، فقد كان هناك أشخاص يسمعون خطابا من شخص يضع حذاءه على منضدة الحوار ويتحدث بشكل شديد الغلظة، وظهور جماعات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وآخرون يدعون إلى حمل السلاح وقتل النفس، مشددا أن من يفتي بقتل الناس هم دخلاء وليسوا علماء في الدين.