فى سوق السياسة الآن توجد أنواع مختلفة من المشروعات تعرف ب«مشروعات النهضة»، تقدم رؤى وأحلاما مختلفة لتنمية الدول «النايمة» -مثل مصر- بشكل يرضى جميع الأذواق، فالإخوان تطرح منذ شهور مشروعها للنهضة وجعلت شعار مرشحها فى الجولة الأولى لانتخابات الرئاسة «النهضة إرادة شعب»، ولم ينتظر الفريق أحمد شفيق طويلاً لكى يدلى بدلوه هو الآخر فى الموضوع، فبدأ يتحدث عن مشروعه للنهضة الذى ينظر من خلاله إلى مصر ك«طيارة» تحتاج إلى مطار تستطيع أن تهبط عليه بسلام، بالإضافة إلى حاجتها إلى طيار مقاتل جبار فى قسوته -على رأى عبدالحليم- ليردع الركاب عن أى محاولات للشغب ويقودها نحو بر الأمن والأمان، كذلك لم يكن من المتصور أن يقف الداعية «عمرو خالد» يتفرج على ما يحدث دون أن يكون له نصيب فى طرح مشروع للنهضة، لم لا؟ والرجل -من الأول- صاحب مشروع «صناع الحياة»، لذلك تفضل الداعية المعروف على الشعب «النايم على صرصور ودنه» بمشروع «منتدى أهل مصر» الذى حشد فيه عددا من الخبراء المحليين والأجانب، كل شغلتهم فى الحياة «الطلق» من أجل «ولادة» حلول لمشاكل مصر! إذن أمامك ثلاثة خيارات: النهضة إرادة جماعة، والنهضة إرادة طيار مقاتل، والنهضة إرادة منتدى. شوف الخيار الأمثل لك و«شيل». وكله عند المصريين «نهضة». فإذا كنت ممن يسعون إلى نهضة «الجماعة» فعليك بالإخوان. فالنهضة إرادة شعب مؤمن بالجماعة، لأن أول شروط النهضة أن تجعل «الجماعة» فوق الجميع. وأى رجل يعرف معنى الحياة الزوجية يفهم ذلك، فقد كانت الزوجة توصف فى العهد البائد ب«الحكومة»، لكنها بعد الثورة أصبحت «الجماعة»، وبالتالى تصبح أولى خطوات النهضة اختيار مرشح الجماعة فى الانتخابات. أما إذا كنت ممن يؤمنون بفكر «المقاولات» فأمامك مشروع «شفيق» الذى يعد استكمالاً لمشروع «المخلوع». فإذا كان المخلوع صاحب أكبر «مقاولة» كبارى فى مصر، فقد آن الأوان لأن ندخل مرحلة «المطارات». نهضة «شفيق» سوف تحول أرض مصر إلى مطار كبير يعيش الجميع فى ظلاله، لأنه ببساطة سيكون «مطار الحب»! تعال بعد ذلك إلى مشروع النهضة الذى يتبناه عمرو خالد «النهضة إرادة منتدى». فمنذ سنين يعلن الداعية أنه صاحب مشروع نهضة، وقد آن الأوان لترجمة هذا المشروع على أرض الواقع، خلاص لعبنا كتير كفاية! هيا بنا نعمل بأيدى خبراء متميزين يملكون حلولاً سحرية لكل المشكلات، وبمناسبة ترجمة المشروع فقد استمعت إلى إحدى خبيرات المشروع وهى تتحدث بلغة مشبعة و«شبعانة» بالمصطلحات الإنجليزية ليفهم المواطن أن الموضوع جد و«مش هزار».. «أوف كورس انت مش شايف السبورة غرقانة إنجليزى»؟!