قال الكاتب محمد حسنين هيكل إن جماعة الإخوان المسلمين تمر بحالة من الصدمة لأنهم اكتشفوا الحقيقة، حيث إن هناك فرقا بين الصورة والمكانة التي وصلت إليها. وأضاف هيكل "هناك خلط مهم وعلينا التفكير فيه حيث يؤثر على تصرفات الإخوان بدوا ناس لديهم فكرة ولكنها ليست فكرتهم وليست خاصة بهم وكانت قوة الفكرة هي الدين، وهم ألصقوا أنفسهم بها، ولكن الهيبة والقوة والصعود الذي ظهر لم تكن لهم بل كانت نتاج أزمة كان يعيشها الناس جميعا والدين في الأزمات يلعب دورا مهما جدا في طمأنة الناس، فهم استفادوا من هذا بشكل كبير، حيث سندوا أنفسهم بفكرة كانت أكبر منهم بشكل كبير، فاختلط حجمهم بحجم الفكرة، فالناس تصورت أن هؤلاء هم الإخوان وهؤلاء هم «أصحاب الدين»، أما الحشد الإخواني فهو قوي ولكنهم نسوا أن هذا هو حشد المؤمنين والمصلين وليس الإخوان فقط الذي هو أسرع منهم، فجرى وضعهم في إطار أكبر وصدّقوا ذلك لأن هذا هو حماية لهم، إن الإخوان تصرفوا بطريقة ذكية من خلال الأعمال الخيرية وبنت لهم صورة طيبة لدى العامة، ولكن عندما وصلوا للحكم، وعند التجربة الفعلية، وجدوا أن الفكرة التي تبنوها ليست فكرتهم بمفردهم، وأن الحشد ليس حشدهم، وأن الأعمال الخيرية ليست هي المعيار الحقيقي لقيادة إرادتهم كما يتخيلون وبدءوا يرون جزءا من الحقيقة، وأعتقد أنهم حتى الآن عاجزون عن تفسيرها". وأوضح هيكل، في سياق حواره مع الإعلامية لميس الحديدي على قناة "سي بي سي"، "ذلك أثر على الجماعة والرئيس، الرجل الآن يعاني من مشكلة، والجماعة لم تكن منصفة معه، ويمكن القول إنها بمثابة "كابسة على نفسه"، خصوصا أنها أعلنت أنها لن تخوض الانتخابات الرئاسية، ومحمد بديع قال إن عبد المنعم أبو الفتوح طرُد لخوضه الانتخابات، وبعد ذلك غيرت الجماعة موقفها، كما تغير موقفها وفقا للموازين، وقررت الترشح، وكان حينها الرئيس مرسي هو رئيس حزب الحرية والعدالة، مارس المسؤولية السياسية عن الإخوان في البرلمان، فمن الطبيعي أن يكون هو المرشح ولكنها رشحت شخصا آخر، وكان حينها الموقف غير مريح". وأتبع "الكاريزما لدى الإخوان ليست موجودة، والرئيس نجح نجاح تكليف وليس تفويضا. ومن المؤكد أن مرسي نجح بقوة الإخوان وكان معيارا على قوة الإخوان والتيار الإسلامي، وناس آخرون بالقصر، فهو يحاول أن يوازن العملية من خلال بعض المستشارين من الخارج من خلال التليفزيون. التليفزيون مؤثر بشكل كبير، وفي هذه الفترة الجماعة بعدت قليلا، ولكن أظن أنه بعد الإعلان الدستوري والتراجع فيه، أن الجماعة ترغب في دعمه وأن تنقذ الرئيس، والرئيس يشعر بأنه لم يكن مرشحهم في الأساس ولكنه ظلم في حقه". وأضاف هيكل "نتذكر أن علاقته بالجماعة أعقد مما نتصور، حيث بها التعبئة النفسية والتاريخية والثقافية لمدة 35 سنة، وهم من أوصلوه للرئاسة، ولكن عندما أصبح رئيسا تغير وضعه، عند الإعلان الدستوري ليس فقط الصورة العامة اهتزت ولكن علاقة الرئيس بالإرشاد اختلت، قيادة الإخوان تدخلت لمساندة الرئيس بطريقة فظة تعطي الوصاية على الحكم وهذا كان خطأ، جزء من لهجة الرئيس في مؤتمر القمة كان موجها لجماعته ليقول لها إنني حازم وقادر بالقدر الكافي وهذه رغبة واضحة لديه، جزء من تهديده لخصومه، وأنا قادر على المسؤولية". وأردف الكاتب الكبير "حادثة المقطم كشفت أشياء كثيرة وكان هناك تجاوزات، كشفت صورة المركز الحقيقي للتوجيه، وأن التوجه للمقطم يعني التوجه للسلطة، الرئيس يريد أن مركز السلطة يكون لديه. ومن يرغب في فهم الإخوان عليه أن يقرأ أولا قصة الخلاف الأول داخلهم من خلال السكري والبنا، وأن كل من انشق على الجماعة كانت الأسباب واحدة، منها ديكتاتورية اتخاذ القرار، وتصرفات في السر غير مفهومة ومصادر تمويل غير معلومة، وتعسف في إصدار القرار، هناك غموض في عدم الوضوح". الأخبار المتعلقة: هيكل: الإخوان لم يتخيلوا مرسي رئيسا.. وبعض أعضاء الجماعة يشعرون أنهم في بلاد الكفر هيكل: لست رجل كل العصور.. ومن العيب اعتقاد أنني أريد وساطة لأكون مستشارا لمرسي هيكل: ليس المهم أن تبقى المعارضة السورية في القمة العربية.. الأهم أن تبقى سوريا هيكل لمرسي: تحتاج إلى إجازة.. ويجب ألا تصدر عنك قرارات وأنت غاضب