قالت السفيرة مرفتي،التلاوى رئيس المجلس القومي للمرأة، إن محاولة رسم رؤية مستقبلية لأوضاع المرأة المصرية لن تتحقق دون البحث في الماضي عن كفاح المرأة وما قدمته لهذا الوطن، ومقارنة ما نالته من حريات وحقوق في ظل العديد من العقبات والتحديات خلال مشوار كفاحها، وبين الواقع الحالي وما يفرضه من قيود تحول دون مساهمتها الفعالة وبحرية كاملة في خطوات التنمية الحقيقية. وطالبت رئيس المجلس، خلال الكلمة التي ألقتها في ندوة "المرأة المصرية.. تحديات الماضي واستجابة الحاضر"، المثقفين بتوضيح حقيقة وثيقة الأممالمتحدة لمناهضة العنف ضد المرأة للرأي العام، مضيفة أنه في كل عام تختار لجنة وضع المرأة بالأممالمتحدة موضوعا مختلفا، واختارت هذا العام موضوع "العنف ضد المرأة" بسبب تعرض مليار سيدة حول العالم للعنف، موضحة أنها ليست اتفاقية ملزمة ولكنها بمثابة التزام أدبي، والجديد فيها هو وضع تعريف محدد للعنف ضد المرأة وربطه بالجوع والحرمان من التعليم ومن الوصول للمناصب القيادية والفقر، وعدم تولي المناصب القيادية. وقالت التلاوي إن الوثيقة تدعو إلى سن تشريعات تمنع ممارسة العنف ضد المرأة، وتشديد العقوبة على المعتدين، وتخلو تماما من أي مواد تتعلق بالعلاقة الزوجية أو تخالف الشريعة، مؤكدة أن الوفد المصري لاقى تقديرا من قِبل كافة الوفود المشاركة، لاستطاعته تحقيق التوافق بين كافة الدول وتمكنه من حذف المواد الخلافية بالوثيقة، مثل الإجهاض والشذوذ، التي تتيحها تشريعات بعض الدول. وأعلنت رئيس المجلس تكريم الدكتورة بشرى سالم بوصفها نموذجا نسائيا مشرفا، حيث تعد أول مصرية تحصل على لقب السيدة الأوليى للعلوم، كما استطاعت الحصول على جائزة الأممالمتحدة في مجال العلوم والبيئة، وتم انتخابها رئيسا لمجلس التنسيق الدولي لبرنامج الإنسان والمحيط الحيوي بمنظمة "اليونسكو". فيما أكدت الدكتورة زبيدة عطا، مقرر لجنة التاريخ بالمجلس الأعلى للثقافة، إن من الضروري دق ناقوس الخطر لأننا نسير إلى الوراء، موضحة أن حقوق المرأة المصرية تتعرض الآن لهجمة شرسة للعودة بها إلى الخلف، وتلك الهجمة ليست من قِبل الرجال فقط وإنما من قِبل النساء أيضا، وليس أدل على ذلك من أداء السيدات عضوات مجلس الشعب السابق، اللاتي تطرقن لمناقشة موضوعات تنتقص من حقوق المرأة، مثل خفض سن الزواج والختان، وتركن الحديث عن قضايا أكثر أهمية، مثل تحسين الأوضاع الاقتصادية ومحاربة البطالة، مشيرة إلى أن المرأة تواجه حاليا عقبات لمنعها من المشاركة في الحياة العامة، منها التعرض للتحرش الجماعي المنظم. وقال الدكتور أحمد زايد، مقرر لجنة التعليم بالمجلس القومي للمرأة، إن وضع المرأة في الماضي كان أفضل من وضعها الحالي، حيث تتعرض الآن لضغوط لعزلها وتهميشها، مقترحا عقد عدة لقاءات لعرض النماذج المشرفة للفتيات اللائي شاركن في ثورة 25 يناير، على أن تتضمن عرضا للنماذج النسائية المشرفة على مر التاريخ.