فيما يشبه الدوائر المفرغة التى دخلتها سوريا ولم تتمكن من الإفلات منها، كشفت تقارير غربية عن وصول شحنات جديدة من الأسلحة الخفيفة للمعارضة فى سوريا مقابل أسلحة ثقيلة لحكومة الرئيس بشار الأسد، وهو الأمر الذى نفاه مجدداً الجيش الحر، معتبراً أن من يقف خلف هذه التقارير شخصيات دولية ترتبط بعلاقات شخصية مع الأسد. تحت عنوان «الدول العربية تسلح المعارضة فى دمشق» قالت صحيفة «الإندبندنت» البريطانية: «إن السعودية وقطر تمولان المعارضة فى سوريا، فى خطوة من شأنها تأجيج الوضع الأمنى فى المنطقة». وأوضحت أن «عناصر من الجيش السورى الحر يحصلون على الأسلحة من هاتين الدولتين الخليجيتين عن طريق تركيا وبمساعدة المخابرات التركية، بينما يحصل الجيش النظامى للأسد على العتاد الحربى من روسياوإيران». يأتى ذلك بعدما اتهمت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلارى كلينتون موسكو بتزويد سوريا بالطائرات المروحية التى من شأنها أن تجر البلاد نحو حرب أهلية. ورداً على الاتهامات الأمريكية، قال الخبير الروسى رئيس تحرير مجلة «صادرات الأسلحة» الروسية، أندرى فرولوف، أمس إن بلاده «لم تصدر مروحيات جديدة إلى سوريا خلال العقدين الأخيرين». من جانبها، أكدت وزارة الخارجية السورية أن البلاد «لا تشهد حرباً أهلية، بل تكافح الإرهاب لمواجهة القتل والخطف وغيرهما من الجرائم الوحشية التى تقوم بها المجموعات الإرهابية المسلحة». وفى تصريحات ل«الوطن»، نفى العميد حسام الدين عواك، قائد العمليات بتجمع الضباط الأحرار بالمجلس العسكرى الثورى الأعلى (ضمن الجيش السورى الحر)، وصول أى أسلحة خفيفة أو ثقيلة للجيش الحر أو المعارضة لا من السعودية ولا من قطر، بينما أكد «وصول أسلحة من إيرانوروسيا ونقلها من موانئ سورية إلى مخازن أسلحة الجيش النظامى». ورأى عواك أن «هذه التقارير تريد أن تحمل المعارضة مسئولية القتل». وأشار إلى أن «من يقف وراء هذه التقارير شخصيات فى مجلس العموم البريطانى والاستخبارات البريطانية التى ترتبط بصداقات شخصية مع بشار». ورداً على سؤال حول كثرة الحديث عن حرب أهلية فى سوريا وأين ملامحها، قال: «هناك حقيقة واحدة هى أن هناك عملية إبادة جماعية تقوم بها كتائب الأسد ضد الشعب السورى». وأوضح عواك أن «الجيش الحر فى المقابل اتخذ قرارا بالقيام بعمليات استنزاف ضد قوات النظام لزعزعته وحماية المدنيين، وتشمل عمليات نوعية لضرب طرق الإمدادات والآليات وكل ما هو عسكرى». ميدانياً، قال مدير المرصد السورى لحقوق الإنسان، رامى عبدالرحمن: «إن الثوار المقاتلين انسحبوا فجر أمس من منطقة الحفة والقرى المجاورة لها التابعة لمحافظة اللاذقية (غرب)»، مشيراً إلى أن «الانسحاب كان تكتيكيا من أجل تأمين سلامة وحماية السكان». من جهة أخرى، أعربت صحيفة «جيروزاليم بوست» الإسرائيلية عن قلق تل أبيب المتزايد من إمكانية نقل حزب الله أسلحة متطورة، بما فى ذلك صواريخ سكود، من سوريا إلى لبنان حال سقوط الرئيس السورى بشار الأسد. وترجع هذه المخاوف إلى التقارير التى تفيد بأن دمشق فقدت السيطرة على عدة مدن سورية.