بزوغ نجمه فى البداية كان كسباً للتعاطف، عقب تقديمه لأوراق تأسيس حزب الوسط ثلاث مرات فى ظل النظام القديم، لكن طلبه قوبل بالرفض من صفوت الشريف، كل الداخلين فى عداء مع نظام مبارك اعتلوا القمة عقب قيام الثورة، كان أبوالعلا ماضى أحد هؤلاء، لا سيما مع نبرته الهادئة وملامح وجهه المستكينة، التى قرّبته من الناس. قدم مع رفيق الدرب، عصام سلطان، أوراق الحزب فقُبل. قالوا إن إسلامهم الوسطى هو الحل لتخليص البلاد من ويلات الانشقاق. نعت حزبه بالمدنى فى حضرة الليبراليين، وسماه إسلامياً فى محيط الإسلاميين. يسعى دائماً لقنص تأييد الجميع. عُرف حزبه فى البدء بحزب المنشقين، إذ إن أبوالعلا ماضى، وعصام سلطان، كانا أحد أعضاء الإخوان المسلمين، وبينما كانت العدة تُنصب لانتخابات مجلس الشعب، أخذوا يملأون الفضائيات حديثاً عن مشاكل الإخوان، وكيف أن الوسط هو الحزب المنوط بإدارة مصر فى مستقبل الثورة. لا يألو جهداً فى إلحاق الثورة بأى جملة مفيدة. ترأس قائمة حزب الوسط الجديد فى محافظة المنيا، فى مواجهة سعد الكتاتنى بمجلس الشعب. المنيا مهد ولادته عام 1958. خسر ماضى باكتساح، وتسبب فى سقوط قائمة حزب الوسط بالمنيا، لم يره أحد فى المحافظة منذ تخرج عام 1984، تذكر كأصحابه من المرشحين بلدته فى مواسم الصناديق. لم تكسر الخسارة مهندس حزب الوسط، بل أكسبته نعومة، وأسبغت عليه اقتراباً من الإخوان، بعد أن عاداهم، بدأ الحنين الإخوانى بوكالته للجنة صياغة الدستور، ودخوله قائمة أى حوار أو مؤتمر يسمى بالوطنى، يحب الجلوس بالمؤتمرات الهادئة ذات الكراسى الوثيرة، كأحد أقطاب المعارضة، معارضة تعتبر نفسها ضمير الوطن، لا تعارض إلا المعارضين، وتضع نفسها فى صف الرئيس، مع مرسى ذلك أفضل كثيراً، هكذا يصف أبوالعلا ماضى الرئيس، حيث يقول إن الرئيس مرسى هو الأصلح لإدارة البلاد؛ لأن جماعة ضخمة تسمع كلامه وتحميه من الوحوش المنتشرة، التى باستطاعتها إسقاط مصر والثورة. كاد حديثه مؤخراً يمر، لكنه أبى إلا أن ينال من معارضى الرئيس، إذ قال إن الرئيس أخبره أن المخابرات جندت، فى ظل النظام السابق، 300 ألف بلطجى، منهم 80 ألفاً فى القاهرة، إلقاء المصائب على شماعة النظام السابق أيسر من مواجهة الشعب، يؤكد المهندس أن ذلك التنظيم سلمته المخابرات للمباحث الجنائية التى قامت بتسليمه لأمن الدولة، وحدد التاريخ بسبع سنوات قبل الثورة، مضيفاً أن هذا التنظيم هو القائم بأعمال العنف الأخيرة، ضارباً مثلاً بأحداث الاتحادية. أبوالعلا ماضى لم يتحمل وطأة الهجوم الإعلامى على كلماته، عاد ليتحدث عن كون المقطع المسرب اجتزئ من سياقه، التبرير الجاهز لتهمة الكلام المثير للجدل، نسى الإخوانى السابق أن كلمته كانت فى صالون بساقية الصاوى، إذ حضرها العديد ممن كان السياق لديهم مكتملاً.