شهدت محافظة الغربية أمس الأول فى فعاليات جمعة «رد الكرامة» التى دعا إليها العديد من القوى والحركات الثورية، اعتداء أعضاء وشباب جماعة الإخوان المسلمين على الصحفيين والمتظاهرين، وأعمال شغب وعمليات كرّ وفرّ بين المتظاهرين وقوات الأمن، ومطاردة أعضاء الجماعة بالشوارع ومحاصرتهم داخل مسجد قادوس، بعد أن تم إحراق مقرهم بشارع شكرى القواتلى بمدينة المحلة الكبرى. بدأت الأحداث هادئة فى مدينتى طنطا والمحلة عقب صلاة الجمعة، حيث شهدت المدينتان عدة مسيرات انطلقت من مسجد السيد البدوى والشيخة صباح بطنطا، ومسجد عبدالحى خليل بالمحلة، منددين بأحداث مكتب الإرشاد، والتعدى على المتظاهرين، والتأكيد على أنهم مستمرون فى احتجاجاتهم حتى إسقاط النظام وحكم المرشد والمطالبة بإجراء انتخابات رئاسية مبكرة، لافتين إلى أن الثورة لن تموت ولن تضيع دماء الشهداء هدراً، وأنها مستمرة حتى يتم تحقيق ما قامت من أجله «عيش - حرية - عدالة اجتماعية - كرامة إنسانية». ونددوا فى بيان لهم بالأعمال الإجرامية التى يرتكبها أعضاء الجماعة فى حق مصر والمصريين وسعيهم للقضاء على الثورة والعمل على طمس الهوية المصرية من خلال أخونة الدولة والسيطرة على مفاصل الدولة. وطالبوا بحل «الجماعة» وإسقاط نظام الإخوان بسبب تعمدها تخريب البلاد، والقضاء على الثورة والثوار بهدف ضمان البقاء فى الحكم. وعقب صلاة العصر بدأت الأحداث تتصاعد، حيث توجه المتظاهرون بمدينة طنطا لمقر مبنى مديرية أمن الغربية، وتجمهروا أمامه، مرددين هتافات ضد الداخلية ورجال الشرطة، بأنهم رجال المرشد، وأثناء ذلك حدثت مشادات ومشاجرات بين المتظاهرين وقوات الأمن وتم القبض على عدد من المتظاهرين وطاردت قوات الأمن الباقين فى الشوارع. فى الساعة الخامسة عصراً، حشد المتظاهرون أنفسهم وتوجهوا لمقر «الحرية والعدالة» بشارع البحر، وتجمهروا أمامه، مرددين الهتافات ضد الإخوان المسلمين، ثم قطعوا شارع البحر مانعين السيارات من المرور، وتمكنوا من تحطيم سيارة شرطة تصادف مرورها مكان وجودهم، حتى تدخل العقلاء وتم فض التجمهر وفتح الشارع. مع دخول المساء، توجه المتظاهرون لشارع البحر مرة ثانية، وأشعلوا النيران فى إطارات الكاوتشوك، مانعين السيارات من المرور، ورشق البعض منهم واجهات المحلات التجارية بالحجارة. كما توجه المتظاهرون لمقر المجلس المحلى الشعبى للمحافظة، الكائن بشارع المتحف، وحطموا واجهته بعد رشقه بالحجارة، وقطعوا الطريق، مما أدى إلى توقف حركة المرور. وتعدى بعض المتظاهرين على سلفى، أثناء مروره من شارع البحر مستقلاً سيارته، مما أدى لحدوث بعض التلفيات فى سيارته. وعقب صلاة العشاء حشد المتظاهرون أنفسهم وتجمهروا أمام مبنى مديرية أمن الغربية الكائن بشارع النادى، وافترشوا الأرض، معبرين عن نيتهم فى المبيت والاعتصام أمام المديرية، حتى يتم الإفراج عن زميلهم وقائدهم «خالد الدويك». وأكد مصدر أمنى أن خالد الدويك تحرر ضده محضر بتهمة تحريض المتظاهرين على محاصرة المديرية ومحاولة اقتحامها، مشيراً إلى أنه تم تحويله للنيابة. وفى مدينة المحلة الكبرى، كانت الأجواء بها أكثر سخونة عن نظيرتها بمدينة طنطا، حيث بدأت بعد الانتهاء من مسيرة لميدان «الشون»، وتوجه المتظاهرون لمقر حزب الحرية والعدالة بمنطقة شكرى القواتلى، وحاصروه ورشقوه بزجاجات المولوتوف الحارقة، مما أدى لاشتعال النيران به، وتمكن الأهالى من السيطرة على الحريق، فيما دفعت قوات الأمن ب3 مدرعات لتأمين المنطقة. انتقلت الأحداث لميدان المشحمة المجاور لشارع شكرى القواتلى، ونشبت الاشتباكات بين العشرات من المتظاهرين، وشباب وأعضاء جماعة الإخوان المسلمين، الذين لجأوا إلى الاختباء داخل مسجد قادوس، وظلوا محاصرين فيه لنحو أكثر من نصف ساعة، وسط تصاعد الاشتباكات التى استخدمت فيها الأسلحة النارية والبيضاء والشوم بين كلا الجانبين. وأقبل المتظاهرون على قطع الطريق الزراعى الواصل بين مدينتى «المحلة - المنصورة» مما تسبب فى تعطل الحركة المرورية وتوقف حركة النقل والمواصلات الداخلية والخارجية لعدة ساعات. وتوجه المتظاهرون لمقر حزب الحرية والعدالة، الكائن بشارع البحر الرئيسى، وحاولوا تحطيم واجهته بعد رشقه بالحجارة، وقطعوا الطريق، مما أدى إلى توقف حركة المرور. وشكل أنصار وقيادات جماعة الإخوان المسلمين لجاناً ودروعاً بشرية لتأمين مقراتهم خشية تعرضها للاقتحام، ومع دخول الساعة الحادية عشرة مساءً حشد المتظاهرون أنفسهم وتوجهوا لساحة ميدان الشون وسط حالة من الاستنفار الأمنى.