سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
«الوطن» تكشف بالمستندات: لاعبون مصريون يتعاطون «الترامادول» ويتناولون «أدوية الطب البيطرى» وزارة الرياضة تفشل فى مواجهة الظاهرة.. والمعمل الوحيد فى مصر تكلف 40 مليوناً ومغلق لدواعٍ أمنية
«الترامادول» ظاهرة جديدة ومصيبة كبرى تنتظر الرياضة المصرية، ففى الوقت الذى انتشر فيه بيع وشراء هذا الصنف فى كل الشوارع المصرية، عرف العقار اللعين طريقه إلى الملاعب المصرية، وانتشر تعاطيه بين عدد من لاعبى كرة القدم المصرية والألعاب الأخرى، بطريقة أصبحت تمثل ظاهرة لا يمكن السكوت عليها، ولا ينكرها سوى من يقف بعيداً وبمسافات بعيدة عن مشاكل الرياضة المصرية والمصائب التى تحيط بها من أماكن مختلفة. فى البداية، ووفقاً لتأكيدات الإدارة المركزية للطب الرياضى بوزارة الرياضة برئاسة الدكتور أسامة غنيم، فإن هناك العديد من اللاعبين المصريين الذين يلعبون بأندية الدورى الممتاز المختلفة وأندية المظاليم، فضلاً عن الألعاب الشهيرة، يتعاطون هذا العقار المحظور بصورة تدعو إلى القلق؛ حيث أرسلت 700 عينة خلال الفترة الماضية لتحليلها بمعمل برشلونة الإسبانى، وأثبتت تقارير المعمل وجود هذا الوباء ضمن عينات معظم اللاعبين، مما دفعه على الفور بإخطار الوكالة الدولية لمكافحة المنشطات «الوادا»، التى سارعت من جانبها إلى وضع «الترامادول» تحت الرصد فى قائمة المحظورات الخاصة ب2013 بجوار «النيكوتين» وذلك لأول مرة؛ تمهيداً لإدراجه فى قائمة 2014 لتجريمه دولياً وإيقاف أى رياضى يتعاطاه. وللحد من الوباء الذى يزيد يومياً داخل الأندية المصرية، أكد مسئولو الإدارة المركزية للطب الرياضى بوزارة الرياضة أن الفترة الحالية تشهد عقد ندوات ودورات تدريبية لتوعية اللاعبين بالأندية والاتحادات الرياضية المختلفة لإقناعهم بالتراجع عن تعاطى هذا الوباء المحظور واصفين «الترامادول» بأنه أكبر لعنة دوائية وأضخم كارثة فارماكولوجية وأخطر صور الإدمان الصيدلانية فى مصر، كاشفين عن أن الاستمرار فى تعاطيه سيؤدى إلى الإصابة بأمراض السرطان والعقم والفشل الكلوى والإدمان، بالإضافة إلى تدمير اللياقة البدنية للرياضى، إلى جانب أنه يسهم فى زيادة عمليات التحرش والبلطجة. الإدارة المركزية للطب الرياضى بوزارة الرياضة، أشارت إلى أن هناك نماذج من اللاعبين أرجعوا أسباب إصرارهم على تناول هذا العقار المخدر، إلى مساهمته فى منحهم قدرة على المشاركة فى المباريات والظهور بمستوى طيب طوال شوطى اللقاء دون الإحساس بالتعب، مؤكدة أن الوكالة الدولية لمكافحة المنشطات تقوم بعمل ربط مع كافة المعامل الموجودة ب31 دولة وقدرها 34 معملاً لقياس نسبة تعاطى «الترامادول» خلال الفترة الحالية لبداية عملية الرصد قبل وضعه فى قائمة الأدوية المحظورة رياضياً فى عام 2014. وللحد من انتشار الترامادول وغيره بين الرياضيين المصريين طالبت إدارة الطب الرياضى، وزارة الصحة بمتابعة المكملات الغذائية الموجودة بالصيدليات ووضع جملة «العبوة تحتوى على مادة محظورة للرياضى» على المكملات الغذائية، وذلك عقب إدراجها ضمن قائمة محظورات 2013، كما أرسلت الإدارة خطابات رسمية لمختلف الاتحادات الرياضية طالبتهم خلالها بإيقاف المكملات الغذائية نهائياً على أن يتم إيقاف وشطب أى لاعب يقوم بتناولها. كما أخطرت إدارة الطب الرياضى بوزارة الرياضة شركات الأدوية بقائمة المحظورات الخاصة ب2013، التى تنشر «الوطن» صورة منها، وتتضمن المواد البنائية كالهيرمون الذكرى، والمكملات الغذائية التى تحتوى على مواد مثيرة والكوكايين والأنفيتامين والحشيش. وعلى صعيد العقاقير التى يتناولها اللاعبون، انتشرت أيضاً حالات تعاطى الأدوية البيطرية التى يتم استخدامها مع الحيوانات فقط، حيث يحصل عليها البعض داخل صالات الجيم، ووصلت عدد من الشكاوى للإدارة المركزية للطب الرياضى بوزارة الرياضة للتأكيد أن اللاعبين أصبحوا يتعاطونها بصورة دائمة، وتقف وزارة الرياضة عاجزة نحو التصدى لهذا المرض المستشرى بين اللاعبين، خاصة أنها لا تملك الرقابة وإمكانية تشكيل لجان لاقتحام صالات الجيم خلال الفترة الحالية. وطلبت الإدارة المركزية للطب الرياضى بوزارة الرياضة من الوزير العامرى فاروق ضرورة وضع بند بقانون الرياضة الجديد تحت مسمى الضبطية القضائية، يسمح لمراقبى مكافحة المنشطات بتفتيش الحقائب الخاصة باللاعبين بدون إذن ودخول صالات الجيم فى أى وقت دون الحصول على تصريح مسبق، ما يؤدى إلى القضاء على حالات تعاطى المنشطات والعقاقير المحظورة. من جانبه أكد الدكتور أسامة غنيم أن هناك صعوبة فى الكشف عن المنشطات والعقاقير المخدرة بسبب عدم وجود معمل تحاليل معترف به دولياً بمصر، كاشفاً عن أن معمل القوات المسلحة، الذى يضم أحدث الأجهزة العالمية بتكلفة قدرها 40 مليون جنيه، لم يحصل على إشارة معتمدة من «الوادا» حتى الآن، وأن مندوب الوكالة الدولية لمكافحة المنشطات يرفض الحضور إلى مصر بسبب الظروف الأمنية الصعبة التى يمر بها الشارع المصرى خلال الفترة الحالية.