قال الكاتب الصحفي الكبير محمد حسنين هيكل، «الإخوان» سابقاً كانوا طرفاً سياسياً مقبولاً فى المجتمع لأنه أظهر نفسه كطرف مستضعف. وأضاف هيكل، في حديثه مع الإعلامية لميس الحديدي في برنامج "مصر من أين؟ مصر إلى أين؟"، بشأن الأوضاع داخل مكتب الإرشاد حالياً، أن الجميع "يظلم الإخوان حالياً، فأتذكر جملة للمناضل الوطنى مكرم عبيد «العنيف ضعيف.. حتى وإن غطى ضعفه بالتخويف»، فما يفعله الإخوان حالياً من العجلة فى «الأخونة» ليس دليل فقه ولكن دليل على القلق". * لكن وسط هذا القلق الإخوانى هناك تدمير لمؤسسات الدولة؟ - علينا أن نتذكر جيداً أن «الإخوان» سابقاً كان طرفاً سياسياً مقبولاً فى المجتمع لأنه أظهر نفسه كطرف مستضعف ولكنه فى الوقت نفسه كان يقدم مساعدات للناس من «الإسعاف والسكر والزيت» والآن وصلوا للسلطة وتحول الأمر من مجرد مساعدات يطلبها الناس لقرارات لا يستطيعون اتخاذها، ولذلك خيبة الأمل عند الناس جاءت من توسم الخير فيهم، لكن علينا أيضاً أن نرى أن معارضى الإخوان رفضوهم منذ اللحظة الأولى ولم يمنحوهم الفرصة، فالجماعة تحتاج مناقشة صريحة حول إدارة البلاد، وأعتقد أن الأوضاع فى «الإرشاد» حالياً تدور حول تساؤلات بين القيادات وبعضهم البعض حول ماذا حدث لفقدان الشعبية ولكل هذا الغضب. * تقصد فى نقطة الشعبية ما يتعلق بخسارة الإخوان فى انتخابات اتحادات طلاب الجامعات؟ - بمعنى أدق أن «الجماعة» وجدت أن لحظة المجد التى تتنظرها باتت فى الوقت نفسه هى لحظة الأزمة، فهم وصلوا للسلطة وسط وعود وصلت لحد «الفردوس»، فالإخوان الآن لديها أسباب حقيقية للقلق وعليهم أن يراجعوا أنفسهم، فانتخابات اتحادات الطلاب والاتحادات العمالية كانت سابقاً المنطلق الحقيقى للإخوان نحو السلطة، وحينما نأتى لمقارنة الماضى بالحاضر نجد أن هناك إعراضاً عنهم فى المواقع الأساسية للزحف الإخوانى سابقاً. * الانتخابات التكميلية لنقابة الصحفيين لم تشهد نجاح أى عنصر ينتمى للإخوان، هل ترى ذلك استمراراً لفقدان المواقع الأساسية للزحف، وهل نستطيع أن نربط نجاح ضياء رشوان كنقيب للصحفيين بالاعتداء على وسائل الإعلام أمام «الإرشاد»؟ - خسارة الإخوان لهذه المواقع «أكثر ما يقلقهم حالياً»، ف«الجماعة» الآن ترى أن كل منحنى بالأرض يتربص به قاتل. * هل ينزعج الإخوان من دعوات البعض لعودة الجيش للسياسة؟ - دعوات الجيش للعودة هى «صرخة أمينة من الشعب» لفقدان الأمن وليس السياسة، فالحد الأدنى من المجتمعات هو الأمن، فالشعب هنا لا يستغرق تفكيراً فى السياسة والاقتصاد وغيرهما من أزمات، ولو دققنا فى المشهد تفصيلياً سنجد أن الأزمات نفسها ستواجه القوات المسلحة حال عودته، وتلك المطالب التى تخرج بعودة الجيش لحفظ الأمن تخلق نوعاً من الطمأنة لدى البعض، والجيش بالنسبة لقيادات «الإرشاد» هو طرف تستطيع التعامل معه وهم على يقين بأنه لن يعود للسياسة ولن «يغدر بأحد» لكن الأمر المخيف هو الرأى العام الذى ربما وصل الأمر لديه لنوع من الكراهية مع فصيل الإخوان، فالجيش له قيادة بعينها ربما تستطيع التفاهم معه لكن الشارع ليس لديه قيادة.