قال الكاتب الكبير محمد حسنين هيكل، إن إسرائيل إذا طلبت أن تتفاوض مع كل دولة عربية على حدة أظن أننا سنصل لتسوية كاملة وتنتهى الأزمة، ولكن الوضع فى مجمله صعب، ويرى أنه فى أعقاب زيارة أوباما الحالية سيعود جون كيرى وزير الخارجية الأمريكى لزيارة مصر مجدداً، لمناقشة تلك المبادرة، فمهمة أوباما هى أن ينأى بنفسه عن أزمات الشرق الأوسط من أجل أن يتفرغ لحل أزمات أمريكا الداخلية، فهو لن يلعب دور الوسيط كجورج بوش أو بيل كلينتون. وأضاف هيكل، في حوار له مع الإعلامية لميس الحديدي في برنامج "مصر أين؟ ومصر إلى أين؟" على قناة "سي بي سي"، ردا على سؤال عن سيناريو المرحلة المقبلة فى ظل زيارة «أوباما» للمنطقة، أن هناك قمة عربية خلال أيام، وأرى أننا بصدد تسوية نهائية لأزمات الشرق الأوسط، وأظن خلال مؤتمر القمة العربية أن بعض الدول ستقول إننا نقبل التطبيع الكامل مع إسرائيل مقابل انسحابها من الأراضى المحتلة، والحقيقة أن العالم العربى حالياً يعانى كله من حالة تدمير، وإسرائيل تتصور أن هذه هى اللحظة المناسبة، وأتصور خلال مؤتمر القمة ستطرح هذه المبادرة وسيحدث شد وجذب حول سحب المبادرة من عدمه، بالتزامن مع زيارة «أوباما» لإسرائيل، لتخرج إسرائيل لتعلن قبولها المبادرة لفترة زمنية محددة وتبدأ عمليات التفاوض مع الدول العربية مثلاً «هتفاوض مع سوريا على إيه وما وضع الجولان وماذا عن وضع فلسطين»، وإذا طلبت إسرائيل أن تتفاوض مع كل دولة عربية على حدة أظن أننا سنصل لتسوية كاملة وتنتهى الأزمة، ولكن الوضع فى مجمله صعب، وأرى أنه فى أعقاب هذه الزيارة سيعود جون كيرى وزير الخارجية الأمريكى لزيارة مصر مجدداً لمناقشة تلك المبادرة، فمهمة «أوباما» الحالية هى أن ينأى بنفسه عن أزمات الشرق الأوسط من أجل أن يتفرغ لحل أزمات أمريكا الداخلية فهو لن يلعب دور الوسيط ك«جورج بوش أو بيل كلينتون»، فهو الآن «محرك ولا يحل» مستغلاً المبادرة العربية، وإسرائيل ستتفاوض من مبدأ القوة بأنها الدولة الوحيدة فى المنطقة غير المدمرة. * لكنك تحدثت سابقاً عن أن مصر لاعب رئيسى فى تلك العملية؟ - نعم هى ما زالت لاعباً رئيسياً ولكن بالتحركات والمراقبة للمشهد. * أو فى التحكم ب«حماس» مثلاً؟ - «حماس» قضية مختلفة، فهى نفسها ليست طرفاً إذا قَبِل الرئيس الفلسطينى محمود عباس حدوداً من نوع معين، والإسرائيليون لديهم كتلة من المستوطنات، والسؤال الآن لماذا لم يرضَ ديفيد بن جوريون أول رئيس وزراء لإسرائيل بكتابة دستور للبلاد، فهو قالها: «لا أريد تحديد هوية الدولة ولا تحديد حدودها لأن الحدود ترسمها دبابات الجيش»، فالأزمة الآن هى تسوية الأوضاع فى الضفة الغربية والوضع فى غزة التى ربما تنضم لحدود الضفة من خلال إنشاء جسر علوى، فمصر الآن ليست وسيطاً فى المفاوضات ولكنها ستعلب دور «المُسهل ولو بالصمت»، فاللاعب الرئيسى أحياناً كثيرة يؤدى دوره ببراعة من خلال الصمت. * منذ أيام اكتشف الجيش المصرى قماشاً ينتمى للزى العسكرى من خلال الأنفاق بين رفح وغزة، مما جعل الأمر مقلقاً وسط أنباء متواترة حول ضلوع «حماس» فى مذبحة رفح؟ - أنا أعتقد أننا نبالغ كثيراً فى قوة «حماس»، فالحركة نفسها تدرك أن قطاع غزة مرتبط تاريخياً بمصر وأى فرد فيه يدرك أنه لا يستطيع تجاوز حدود معينة مع «مصر»، فضلاً عن أن القطاع تعامل مع قوة تسمى «الجيش المصرى» وأظن أن «حماس» لا تريد استفزازه، أما فيما يتعلق بأزمة الأقمشة العسكرية أعتقد أنها تحتاج لتقصٍّ أكثر، فأنا لا أنكر أو أؤكد «وجود مؤامرة»، وربما هناك عناصر لا تنتمى ل«غزة» تريد إحداث فتنة ووقيعة ومن الممكن أن تكون تلك العناصر من «الإخوان». * عناصر من «الإخوان».. كيف؟ - أقول من الممكن، والأمر يحتاج تقصياً أكثر وأدق وفى جميع الأحوال الشبهات واردة.