فاطمة تريد خلع حجابها لكنها لا تستطيع لأنه ممنوع، إحدى عاملات البيوت تعمل بدون علم عائلتها لأنه "ممنوع"، أي سينمائي لا يستطيع التصوير في الشوارع لأنه ممنوع، 8 من هؤلاء وغيرهم هم أبطال "ممنوع"، وهو فيلم أمل رمسيس الذي عملت عليه قبل ثورة 25 يناير، لتكشف عن مجتمعنا الذي تملؤه الممنوعات، والذي كان عرضه اليوم في مركز سينما الجزيرة بدار أوبرا القاهرة. أمل جابت شوارع القاهرة حاملة الكاميرا الخاصة بها، وسط الناس تصور ممنوعاتهم، وشارك في الفيلم العديد من النشطاء السياسيين أمثال نوارة نجم، ومحمد واكد، كل منهما تحدث عن الممنوعات التي يكرهها في مصر، كما شارك في الفيلم أيضاً ناس عاديين من ذوي المهن البسيطة، تحدثوا عن حياتهم وعن الممنوعات فيها. "طول ما انتي ماشية، ممنوع ممنوع ممنوع، إحنا عايشين في بلد كل اللي فيها ممنوع، من هنا جاتلي فكرة الفيلم"، أمل لم تأخذ تصريح الرقابة لعرض الفيلم، ولم تأخذ تصاريح للتصوير، فممنوع هو فيلم ممنوع في نظر القانون، على الرغم من أنه جاب أكثر من 40 مهرجاناً دولياً، حصل منها على عدة جوائز، منها مهرجان الفيلم العربي في روتردام "الفيلم راح مهرجانات حتى من غير موافقة الرقابة، عشان كنت بسافر بيه مش ببعته من مصر، ولا خدت موافقة عرض ولا تصوير ولا أي حاجة". ترى أمل، أن أثر فيلمها ما زال موجوداً ومتحققاً حتى بعد الثورة، فبالرغم من الانتهاء منه ليلة ثورة الخامس والعشرين من يناير، إلا أنه يعبر عن سياسات وقواعد مجتمعية ما زالت موجودة "الناس بعد ست أشهر من الثورة كانت بتتفرج على الفيلم تضحك وتقول ياه ده إحنا كنا عايشين إزاي كده، لكن دلوقتي لما حد بيتفرج على الفيلم بلمح حزن في عينيه، لأن في الواقع السياسات والممنوعات لسة موجودة"، لكنها برغم ذلك ترى أن فكرة التغيير ما زالت موجودة ومتحققة "زمان كانوا رسام الجرافيتي بيرسموا بالليل عشان محدش يشوفوهم لأن الجرافيتي ممنوع، دلوقتي الجرافيتي برضو ممنوع، بس رسام الجرافيتي بيرسموا الصبح قدام الناس، واللي عايز يمسح شغلهم هو اللي بيجي بالليل". الفيلم ظل موضوعه سرا عن الأمن وعن كل من يسأل رمسيس عن سر حملها الكاميرا، كانت تحكي له عن موضوع لفيلم آخر "كان مهم عندي الفيلم يفضل موضوعه سر لحد ما أخلصه، لكما كان حد من الأمن ولا من الناس يسألني بتصوري إيه وتعملي إيه، كنت بحكيله موضوع تاني خالص". أمل فسرت رفضها للرقابة، بأنها رفض للمنظومة التي تتعامل مع الإبداع في مصر كلها "الدولة لازم تساعد صناع السينما وتدعمهم، مش إنها تسلط عليهم منظومة مكونة من موظفين بيروقراطيين مش قادرين يفهموا ولاعايزين يبقى لهم دور في النهوض بصناعة السينما".