بلغة واضحة وصارمة لا تخرج إلا عن لسان رجل عسكرى أكد اللواء عصمت مراد، مدير الكلية الحربية، أن الدفعات الحالية بالكليات العسكرية تضم أبناء قيادات إخوانية وسلفية، وأن ابن شقيق الرئيس محمد مرسى التحق بالكلية الفنية العسكرية، وشدد اللواء المدير على أنه لن يرفض طالباً من المتقدمين لإحدى الكليات العسكرية لمجرد أن «أبوه» إخوانى. وقال مازحاً، كما تداولت بعض الصحف والمواقع: «انتهى عصر كل طالب يأتى معه واسطة منذ فيلم رد قلبى»! جميل أن يؤكد مدير الكلية الحربية أن الانتماء السياسى لأسرة الطالب المتقدم لإحدى الكليات العسكرية يجب ألا يحول بينه وبين الالتحاق بها، لكن المشكلة أن يصبح الانتماء مسوغاً من مسوغات القبول! فمدير الكلية لم يأت بجديد وهو يردد هذا الكلام، فقد كانت هذه الكليات أيام «المخلوع» لا تحول دون أى طالب وبين الالتحاق بها، بسبب انتماء أبيه أو أمه أو خاله أو عمه إلى الحزب الوطنى الديمقراطى «المنحل»، بل كان هذا الانتماء أداة لتليين القلوب وتفتيح العقول ومنح الطالب المتقدم حظوظاً أعلى فى الالتحاق؛ لأن أسرته تعزف على وتر السلطة القائمة، وتغنى أغنيتها، وتردد أناشيدها! وفى المقابل كان يتم حرمان الطلاب الذين تتبنى أسرهم اتجاهاً سياسياً معارضاً للحزب الوطنى ورئيس الحزب الوطنى ورجاله، كما كان يحدث مع من ينتمون إلى أسر إخوانية أو سلفية! ولأن الزمان اختلف، والدنيا تغيرت، بعد أن اعتلت جماعة الإخوان سدة الحكم، فمن الطبيعى جداً أن يردد مدير الكلية الحربية هذا الكلام، فزمان كان الإسلاميون معارضة، والآن أصبحوا حكومة، وبالتالى فأبناؤهم هم الأولى بالالتحاق بالكليات العسكرية، دون محاباة فى الاختبارات طبعاً؛ لأننى أعلم مدى صرامة الإدارة المسئولة عن هذه الكليات، ولكن بنوع من الترحيب؛ لأن هؤلاء الشباب هم أبناء الحكام الجدد، من الإخوان والسلفيين وأفراد الجماعة الإسلامية، تماماً مثلما كان يحدث مع المتقدمين لهذه الكليات من أبناء الأسر المنتمية إلى الحزب الوطنى أيام المخلوع. والأخطر من الترحيب بقبول أبناء «الدقون» بهذه الكليات أن يتم رفض أعداء فكرهم ومعارضيهم السياسيين، من أبناء الأسر المنتمية إلى التيار اليسارى أو الليبرالى أو الشعبى، أو من الأسر التى تنتمى إلى مجموعات البلاك بلوك أو الأقنعة السوداء، على اعتبار أن تخرّج هذه العناصر كضباط بالجيش يمكن أن يضر بصحة الحكام الجدد؛ لأنهم ينتمون إلى أسر معارضة لهم، تماماً مثلما كان يحدث مع الطلاب المنتمين إلى أسر إخوانية وسلفية وجهادية أيام المخلوع، الأمر الذى يعنى أن الفكر الذى يحكم قبول الطلاب بالكليات العسكرية لم يتطور، بل كل ما حدث هو نوع من التباديل والتوافيق.. أو بالبلدى كده «شيل ده من ده يرتاح ده عند ده»!. ورد قلبى!