منذ اليوم الأول لترشح الدكتور محمد مرسى، وهو يعانى الانتقادات والإهانة من جانب العديد من الأطياف؛ نظرا للطريقة التى ترشح بها؛ حيث وضعته جماعة الإخوان المسلمين مرشحا «احتياطيا»، يأتى فى المرتبة الثانية بعد المهندس خيرت شاطر، الذى تم استبعاده. فى أحد شوارع بولاق الدكرور، تحديدا شارع ناهيا، حيث وقف مجموعة من الشباب التابعين إلى حملة المرشح الرئاسى محمد مرسى يروجون له، ويوزعون أوراق دعاية باسمه، استوقفوا سعاد يوسف، من سكان المنطقة، ليعطوها ورقة دعاية، فإذا بها تثور على محمد مرسى وأتباعه، وتنزع ورقة الدعاية لتمزقها أمام عيون أعضاء الحملة، وتقول لهم بصوت عال: «ده مرشح فاشل.. فين الشنطة بقى؟ مش هتضحكوا على الغلابة تانى ولا خلاص؟!». فى إشارة إلى بعض المواد التموينية التى دأب بعض أعضاء حملة مرسى على توزيعها على الفقراء ترويجا لمرشحهم. لم يكن رد فعل هذه السيدة هو الإهانة الوحيدة التى تلقاها المرشح محمد مرسى؛ فارتباطه بجماعة الإخوان المسلمين تسبب له فى الكثير منها، منذ وضعه فى خانة الاحتياطى، الذى كان سببا فى تلقيب الشباب له ب«المرشح الاستبن»، والإشارة له برمز «العجلة» على الدوام، واستقباله فى جميع المؤتمرات ب«عجلات استبن» مع ترديد شعار «لا لمبارك أب وابنه.. لا للشاطر والاستبن». التقليل من شأن محمد مرسى بدأ من داخل الجماعة نفسها؛ حيث سبق للنائب صبحى صالح أن أكد أن الجماعة لو رشحت «كلب ميت» فسوف ينتخبه الناس، فى إشارة إلى انتفاء شخصية المرشح أيا من كان طالما ينتمى للجماعة صاحبة السطوة والشعبية، حسب رأيه، وهى التهمة التى يكافح مرسى للتخلص منها، لكن الهجوم عليه خرج من نطاق الجماعة ومن مصر، إلى صفحات «جارديان» البريطانية التى وصفته بأنه متحدث ضعيف، كان فى الصفوف الخلفية لجماعة الإخوان المسلمين، وتبدل الوضع بعد ترشحه للانتخابات الرئاسية. الهجوم على مرسى شارك فيه الجميع بداية من منافسه الفريق أحمد شفيق، وحتى الشخصيات المحسوبة على التيار الإسلامى نفسه مثل الشيخ وجدى غنيم صاحب الخلفية الإخوانية، والشيخ محمد عبدالمقصود، الداعية السلفى، فيما تخصص توفيق عكاشة على قناة «الفراعين» فى الهجوم على مرشح الإخوان، للدرجة التى دفعت حملته إلى رفع دعوى سب وقذف ضده. كانت تصريحات مرسى أيضاً سبباً فى الهجوم عليه، خاصة التى قالها فى حوار سابق له، بتاريخ 25 نوفمبر 2010، فيما كان مسئولا عن لجنة الانتخابات فى جماعة الإخوان المسلمين: «إن الجماعة تنسق مع الحزب الوطنى، وإن لديها تفاهمات مع الأمن»، مؤكدا أن الجماعة «رفضت الدفع بمرشحين أمام عزمى وغالى وعلام وأبوالنجا احتراما لهم كرموز للوطن»، فيما عده البعض تعاونا مع النظام المخلوع ووصمة فى تاريخ المرشح الرئاسى. هتف الشباب فى ميدان التحرير: «مش هندِّى صوتنا لبلطجى»، فى إشارة لمرسى بعد نزوله للميدان للتظاهر وللاتحاد مع الثوار به، عقب شهور من تصريحه بأن الموجودين بميدان التحرير «بلطجية»، وأن الشرعية للبرلمان المنتخب، وليس لسواه.