قررت وزارة العدل، الموافقة على توقيع بروتوكول تعاون مع بنك ناصر الاجتماعي، لتسهيل صرف النفقات عن طريق مكاتب المساعدة القانونية بمحاكم الأسرة، كآخر فرصة للبنك، وإلا ستبحث الوزارة عن بدائل أخرى كآلية جديدة لتسهيل إجراءات الصرف، يأتي ذلك عقب الشكاوى المتعددة للزوجات والأمهات والمطلقات التي تلقتها وزارة العدل، من تعنت بنك ناصر معهن، ورفض تنفيذ أحكام محكمة الأسرة، الخاصة بصرف نفقة شهرية لهن، وقدرها 500 جنيه لكل حالة، لمواجهة أعباء الحياة ونفقات المعيشة. ويبرر بنك ناصر رفض الصرف تنفيذا للأحكام القضائية، بأن هناك بعض الحالات تلتف على القانون، وتحصل على أحكام بالنفقة، من خلال الاتفاق المسبق على الطلاق ورقيا، دون حدوث انفصال حقيقي بين الزوجين على أرض الواقع، ودون توثيق المراجعة الزوجية في مكتب المأذون الشرعي. واشتملت المباحثات الجارية بين المستشارأحمد مكي، وزير العدل، ومساعده للمحاكم المتخصصة، المستشار علي حسنين، مع وزارة التضامن الاجتماعي التابع لها بنك ناصر، أن هذه حالات فردية لا يجوز تعميمها على كافة الحالات، ولا تعد حائلا دون تنفيذ الأحكام القضائية. وتضمنت المباحثات بين الجانبين، أن البنك جهة صرف فقط وليس جهة تحقيق، وأن الشك في تلاعب أي حالة، مرده بأدلة الثبوت التي يحصل عليها البنك لمحكمة الأسرة التي أصدرت الحكم، لتقضي بتنفيذ الصرف من عدمه. ومن جانبها، أكدت القاضية جيهان البطوطي، مدير مشروع مكاتب المساعدة القانونية بمحاكم الأسرة، أن الوزارة تدرس بدائل أخرى لصرف النفقة لمستحقيها، تنفيذا للأحكام القضائية في حالة استمرار الشكوى من بنك ناصر، أبرزها الصرف من خلال مكاتب البريد التي نجحت في منظومة صرف المعاشات على مستوى الجمهورية، أو إنشاء صندوق للنفقة تابع لمحاكم الأسرة للقضاء على معاناة المستحقات للنفقة نهائيا، مشيرة إلى إنشاء 50 مكتب مساعدة قانونية بمحاكم الأسرة، وجاري استكمال إنشاء تلك المكاتب في باقي محاكم الأسرة، البالغ عددها 240 محكمة على مستوى الجمهورية. وأوضحت جيهان البطوطي أن لجوء الحالات المعنية لتلك المكاتب بدون رسوم مالية، توفر الأموال التي تتكبدها الحالات التي لا تجد قوت يومها على أتعاب المحامين، التي تتجاوز مبلغ النفقة بكثير. يذكر أن الدكتورة أمينة الجندي، وزيرة التأمينات الاجتماعية السابقة، قد أعلنت في اجتماع سابق بالمجلس القومي للمرأة، بحضور المستشار الدكتور عمر الشريف مساعد وزير العدل للتشريع، أن حصيلة الرسوم المخصصة لتنفيذ أحكام النفقة بمحاكم الأسرة في بنك ناصر، تجاوزت عشرات الملايين من الجنيهات، واتهمت الوزيرة السابقة البنك بممارسة أساليب من شأنها احتكار تلك المبالغ في خزائن البنك، مؤكدة أنها ليست من رأس مال البنك على الإطلاق.