جدل واسع أثارته التحذيرات التي أطلقتها السفارة الأمريكية بالقاهرة، أمس، لرعاياها من التواجد بأماكن التجمعات، خلال يوم غد، الأحد، ثم ازداد ذلك الجدل بعد قيام سفارتي كل من كنداوبريطانيا بنفس الفعل، وإعلان وزارة الخارجية المصرية عن اعتراضها على تلك التحذيرات وعدم وجود سبب واضح لها. "الوطن" سألت دبلوماسيين سابقين حول الحالات التي تستدعي قيام أي دولة بتحذير رعاياها داخل دولة أخرى طبقا للأعراف الدبلوماسية، حيث أكد السفير رخا أحمد حسن، عضو المجلس المصري للشؤون الخارجية، إن الحالات التي تضطر فيها دولة معينة بتحذير رعاياها من المجيء لدولة أخرى أو مطالبتهم بمغادرة تلك الدولة تتمثل في وجود حالة حرب بتلك الدولة أو وجود أحداث مشتعلة تشبه تلك التي تحدث في اليمن، أو أن تخشى دولة على رعاياها من بطش دولة أو جماعة بهم، إذا ما كان هناك نزاع قائم بين الطرفين. وأضاف حسن، ل"الوطن"، أن استشعار أي دولة بالخطر على رعاياها داخل دولة أخرى نتيجة علمهم بوجود عمل إرهابي أو أحداث شغب بتلك الدولة يستوجب وجود تنسيق مشترك بين وزارتي الخارجية بتلك الدولتين أو تنسيق امني بينهما، دون أن تحتاج دولة منهما لتحذير رعاياها بمغادرة الدولة الأخرى أو عدم المجيء إليها. وشدد عضو المجلس المصري للشؤون الخارجية أن تحذيرات كل من أمريكاوبريطانياوكندا لرعاياها في مصر ستكون هدفها تشويه سمعة البلاد والنيل منها إذا ما مر يوم غد دون وجود أي حوادث أو خسائر أو عنف، موضحا أن تلك التحذيرات سيكون هدفها ضرب السياحة المصرية بعد أن عادت للانتعاش بمجيء وفود سياحية من بريطانيا وألمانيا وغيرهما. أما السفير أحمد القويسني، مساعد وزير الخارجية الأسبق، فرأى أن أي دولة يمكن أن تقوم بتحذير رعاياها من التواجد بأماكن التجمعات أو مغادرة دولة أخرى إذا ما توافر لدى أجهزتها الاستخباراتية معلومات مؤكدة تفيد بوجود حدث خطير بداخل هذه البلد، ولا يشترط، في الكثير من الأحيان، أن يكون هناك حالة حرب حقيقية تمر بها تلك الدولة. وأضاف القويسني، ل"الوطن"، أن عملية إجلاء دولة معينة لرعاياها أو تحذيرهم ليست الطريقة الأمثل التي تلجأ لها الدول حيال ورود معلومات بوجود خطر ما، والأفضل أن يكون هناك اتصالات بين تلك الدول وبعضها وتعاون أمني لصد ذلك الخطر، موضحا أن تحذير الرعايا عادة ما يكون مرتبطا بخطر تم فعليا، مثلما أمرت بريطانيا، أواخر العام الماضي، بإجلاء كامل لرعاياها من شرم الشيخ، أو منع روسيا رعاياها من المجيء لتلك المنطقة في أعقاب انفجار الطائرة الروسية خلال العام الماضي. وطالب مساعد وزير الخارجية السلطات المصرية بوجود رد شديد اللهجة على الدول التي حذرت رعاياها في مصر من التواجد في أماكن التجمعات أو مغادرة البلاد، وذلك حيال مرور يوم 9 أكتوبر بدون أية أحداث عنف أو شغب أو عمليات إرهابية، وأن تمنع السلطات المصرية العديد من التسهيلات التي توفرها لتلك الدول في العديد من المجالات، وعلى رأسها التعاون الأمني المشترك.