كتبت جامعة القاهرة، شهادة ميلاد العديد من المبدعين على مدار تاريخها، حيث تدفعهم إلى عالم المجد والشهرة بعد أن يكتسبوا من مسارحها الخبرة الفنية التي يتكئون عليها عند مواجهة الواقع، بداية من جيل فؤاد المهندس، مرورًا بجيل سعد أردش وكرم مطاوع وجلال الشرقاوي، وعادل إمام، وسمير غانم، وصلاح السعدني، وفتوح أحمد، وصلاح عبدالله، وهاني رمزي، ومحمد هنيدي، وحسين محمود، وعبلة كامل، إلى محمد فراج، وحسام داغر، ومحمد سلام، أبطال مسرحية "قهوة سادة"، تلك المسرحية التي نالت إعجاب أهل الفن والسياسة، والتي تناولت الواقع بشكل ساخر، ووجهت صرخة تعبر عن آمال والآلام شباب هذا الجيل. "الوطن" التقت اثنين من الأبطال الثلاثة، الذي كان لمسرح جامعة القاهرة، دور كبير في تفجير موهبتهم الفنية، ليحدثونا عن رؤاهم كي يتطور المسرح الجامعي، ويكون كباقي مسارح وزارة الثقاقة. محمد فراج، أشار إلى أن المسرح يحتاج إلى الاعتناء به، مؤكدًا أنه مليء بالطاقات والمواهب في جميع الفنون، وليس التمثيل فقط، مشيرًا إلى أن إهمال المسرح هو حالة عامة تمر بها البلاد نظرًا للظروف التي تحيط بها. وأضاف فراج "من المفترض أنَّ مَنْ يدير المسرح بالجامعة يكون متخصصًا، وليس إداريًا فحسب ليتحول عمله إلى محاسب مسؤول عن الميزانيات فقط، دون الالتفات إلى المتطلبات الفنية للشباب، مشيرًا إلى ضرورة عمل دورات تدريبية، حيث إن 80% من العروض، مجهودات ذاتية من الطلاب، مؤكدًا على ضرورة أن تهتم نقابة المهن التمثيلية بهؤلاء الشباب وبالمسرح الجامعي عامة لاكتشاف مواهبه. وفي نفس السياق، أوضح حسام داغر، أن مسرح الجامعة لم يكن يفرق بين الكليات، فبرغم أنه من كلية الطب، إلا أن أغلب أعماله كانت مع الفريق الفني لكلية التجارة، وشهد مسرح الجامعة صداقة فريق عمل مسرحية "قهوة سادة"، مؤكدًا أن المسرح الجامعي يستطيع أن يتكفل بذاته دون مساعدة، مشيرًا إلى أن التخوف الوحيد هو "تحجيم" دور المسرح، وفقًا لآراء التيارات الإسلامية، التي تنظر للفن نظرة مختلفة بناءً على اتجاهات تتبناها هذه التيارات. وتابع حسام داغر، أن المسرح الجامعي يحتاج أن تتاح له فرصة أكبر لمشاهدة عروضه، مستنكرًا مدة العرض والتي لا تتعدى يوم أو أثنين على الأكثر، رغم أن طلاب الفرقة جهزوا له لمدة ثلاث أشهر، مناديًا بعودة "الشباك" للمسرح الجامعي، مؤكدًا أن شباب جيله كانوا يجمعون جنيهان لرؤية العرض، حيث يذهب المبلغ المجمع إلى رعاية الشباب، حتى يستطيع الطالب استغلاله في العرض المقبل، وشراء معداتهم، ما يجعل المسرح الجامعي في حالة مزدهرة دائمًا. من جانبه، قال محمد شاهين، خريج مسرح جامعة القاهرة، إن مسرح الجامعة يحتاج إلى التشجيع، مقترحًا أن تكرم إدارة المسرح الجامعي في كل مهرجان فنانًا كبيرًا، ما يلفت الأضواء إلى هذا المكان، مؤكدًا أن امكانيات المسرح أصبحت غير جيدة بعد حادث حريق مسرح "قصر ثقافة بني سويف"2005"، مشيرًا إلى أن نقابة المهن التمثيلية غير مختصة بمتابعته، فهي لا تنشغل إلا بعضو النقابة فقط. أخبار متعلقة: مسارح ومبدعين.. حين يقتل "الروتين" الفكر الخلّاق "المسرح الجامعي".. ماكينة إنتاج المبدعين "مسارح جامعة القاهرة" تطلق "جرس إنذار" لإنقاذ مبدعيها الصغار "جامعة حلون والمسرح".. كثير من المواهب.. قليل من الاهتمام