«الوقاية خير من العلاج»، شعار دائماً ما يرفعه الأطباء لتفادى الإصابة بالأمراض، لكن «مركز علاج الأمراض الصدرية» بالجيزة أثبت أن الوقاية والعلاج كلاهما لا يجدى، فى ظل انتشار أكوام القمامة والقاذورات بين المرضى والمصابين. المركز الذى يتردد عليه آلاف من مصابى الأمراض الصدرية، خاصة مرضى «الدرن»، لصرف الأدوية شهرياً، أصبح مصدراً للعدوى والإصابة بالأمراض، بسبب انتشار أكوام القمامة حوله، وتحديداً أمام بوابته، وبالرغم من استغاثات العاملين بالمركز، وحث الأهالى الموجودين فى المنطقة على عدم إلقاء القمامة، فإن عدم وجود صناديق قمامة ولا مبالاة البعض، يحولان بين استجابتهم لمطالب موظفى مركز الأمراض الصدرية. «عمال المركز يرفعون بأنفسهم أكوام القمامة التى تحيط بالمركز، لكنه لا تمر ساعات قليلة إلا ويمتلئ المكان بالقاذورات»، قالتها شيماء عمر، موظفة إدارية فى المركز، شاكية من سوء الوضع هناك، الذى لا يقتصر على أكوام القمامة إنما أيضاً بسبب مياه المجارى المنتشرة بالمنطقة والبالوعات المكشوفة الموجودة بالقرب من المركز، التى تسببت منذ عدة أيام، وفقاً لروايتها، فى سقوط الدكتورة «أمل» طبيبة المركز فى إحداها، وتلطخ جسدها وملابسها بمياه المجارى. القمامة، ليست مشهداً جديداً على موظفى المركز، ولم تفلح الثورة فى إصلاح الأحوال، فالوضع هو نفسه وربما تفاقم فى رأى شيماء أبوالفضل، موظفة أخرى بالمركز، موضحة أن الدكتور يحيى عويضة، مدير المركز، اشتكى كثيراً من هذا الوضع المتردى، دون فائدة، وطالما خاطبوا السكان بأن القمامة لا يمكن أن تجتمع مع مركز علاج أمراض صدرية، ولا حياة لمن تنادى. «شيماء» التى تسكن على مقربة من المركز، أكدت أنها لا تستطيع الوقوف فى شرفة منزلها، بسبب الروائح الكريهة والحشرات المنتشرة نتيجة القمامة، الأمر الذى وصل إلى حد استخراج ثلاثة ثعابين من العمارة التى أسكن بها، وإصابة العديد من الأطفال بمرض الدرن.