أكدت تركياوبريطانيا، اليوم، توافق الرؤى ووجهات النظر بين الجانبين بشأن العديد من الملفات والمسائل المشتركة خاصة فيما يتعلق بمكافحة "الإرهاب" والمسألة السورية. وقال وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون، في مؤتمر صحفي مشترك مع وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، أن "تركيا دولة مهمة للغاية في محاربة الإرهاب". وأشار إلى ما يحدث في مدينة حلب من "مجازر" يرتكبها النظام السوري وحلفاؤه من قصف جوي على المدنيين داعيا إلى وقف الهجمات وإنهاء الأزمة السورية. وأعرب عن تقديره لما تبذله الحكومة التركية من جهود في استضافة نحو ثلاثة ملايين لاجئ سوري وانفاق الكثير من المبالغ لتوفير الاحتياجات الضرورية لهم لافتا إلى أن أنقرة لم تحصل على الدعم اللازم من الاتحاد الأوروبي رغم وعوده بتقديم ستة مليارات للاجئين في تركيا. وأشاد بموقف الشعب التركي في خوض معركة حماية الديمقراطية وصونها عندما تصدى للمحاولة الانقلابية الفاشلة، التي وقعت في منتصف يوليو الماضي واصفا ما حدث ب"الأمر الخطير جدا". واضاف ان بلاده بصدد تبادل المعلومات مع تركيا حول ما يسمى (الكيان الموازي) مشيرا الى ان طريقة التعامل مع هذه المنظمة "أمر مستجد وبحاجة الى تلقي الدعم اللازم من السلطات التركية". وأكد دعم بريطانيا لملف انضمام تركيا إلى الاتحاد الأوروبي مشددا على أن "الشراكة بين لندن وانقرة ليست مرتبطة بالاتحاد الأوروبي وعلينا تطويرها". من جانبه، أعرب جاويش أوغلو عن شكره لبريطانيا على تضامنها مع الحكومة التركية ضد محاولة الانقلاب الفاشلة مشيرا إلى أن الحكومة البريطانية أرسلت مبعوثا إلى تركيا بعد أسبوع من المحاولة. وقال إن بريطانيا رغم قرار انفصالها عن الاتحاد الأوروبي إلا أنها لا تزال تدعم انضمام تركيا الى الاتحاد مؤكدا الارادة المشتركة بين البلدين في تعزيز العلاقات وزيادة حجم التبادل التجاري والاستثمار. وأوضح أن الطرفين اتفقا على محاربة "الإرهاب" خاصة تطهير سوريا مما يسمى تنظيم "داعش" وإحلال السلام والأمن في هذا البلد. وأعرب عن رضاه تجاه سياسة لندن في مكافحة حزب العمال الكردستاني "الذي لا يمثل الأكراد" داعيا الأوروبيين إلى التمييز بين الشعب التركي وحزب العمال. وانتقد بلجيكا وبعض الدول الاوروبية على خلفية السماح لحزب العمال بإقامة انشطته على اراضيهم معتبرا أن ذلك "يناقض الديمقراطية ويتعارض مع قوانين مكافحة الإرهاب والتنظيمات الإرهابية". وأشار إلى أنه سيجتمع في وقت لاحق اليوم، مع نائب وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن لبحث المسائل المتعلقة بتحرير مدينتي الرقة في سوريا والموصل في العراق والجهود الرامية لتطهير المناطق السورية من تنظيم "داعش". وأكد أن التعاون مع حزب الاتحاد الديمقراطي السوري الكردي في أي عملية عسكرية محتملة ضد تنظيم "داعش" في الرقة "يعرض مستقبل سوريا لخطر". وبدأ جونسون زيارته الرسمية الى تركيا امس الاثنين بتفقد مخيم نيزيب للاجئين السوريين في مدينة غازي عنتاب قبل أن يجتمع مع وزير شؤون الاتحاد الأوروبي التركي عمر جيليك. ومن المقرر ان يلتقي في وقت لاحق اليوم الثلاثاء الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ورئيس الوزراء بن علي يلدريم إضافة إلى القيام بزيارة للبرلمان التركي، الذي تعرض للقصف اثناء محاولة الانقلاب الفاشلة.