"مبارك كان ضحية جفاف موسم الشتاء في الصين وارتفاع درجات الحرارة في روسيا" هذا ما تؤكده دراسة حديثة بعنوان "الربيع العربي التغير المناخي" صادرة عن جامعة برنستون وشارك فيها اساتذة من جامعات غربية متعددة. وعرضها الكاتب الأمريكى البارز توماس فريدمان فى صحيفة نيويورك تايمز- وقال إن تغير المناخ لم يكن السبب الوحيد لثورة المصريين على مبارك ولكن العوامل المناخية السلبية لعبت دورا فى غضب الشعب عليه. وأشار فريدمان نقلا عن الدراسة إلى أن التغيرات المناخية التي أدت إلى نقص المحاصيل خصوصا القمح، وزيادة اسعارها اضافة إلى العوامل السياسية المعروفة زادت من غضب دول الربيع العربي وحفزتها على الثورة على حكامها. وحسب أستاذ علم الجغرافيا بجامعة أكسفورد تروى ستيرنبرج – المشارك في الدراسة - فإن جفاف فصل الشتاء فى الصين فى عام 2010- و2011 الذى لم يحدث هناك غير مرة واحدة في قرن كامل جنبا إلى جنب مع أرقاما قياسية فى درجات الحرارة وموجات الفيضانات فى المناطق الرئيسية لزراعة القمح، ساهم في نقص القمح وأدى لارتفاع لصاروخي فى أسعار الخبز في الدول المستوردة للقمح، ومعظمها في العالم العربي. وتابع أن الأرقام تكفى لإثبات نظريته فالخبز يمثل مصدرا لثلث السعرات الحرارية للمصريين الذين ينفقون 38% من دخولهم على الغذاء وتضاعف أسعار القمح العالمية من 157 دولار للطن في يونيو 2010 إلى 360 دولار في فبراير 2011 الفترة التى شهد اندلاع ثورات الربيع العربى فى مصر وغيرها أثر بشكل كبير على حياة المواطنين وبلغ ارتفاع أسعار الغذاء العالمية ذروته في مارس 2011، بعد وقت قصير من الاطاحة بمبارك. وأوضح ستيرنبرج أن نسبة تصدير القمح على المستوى الدولي متواضعة جدا وتتراوح بين 6 و18% سنويا لذلك فإن أي انخفاض في الإمدادات يسهم في ارتفاع حاد في أسعار القمح ويكون له تأثير خطير فى دول مثل مصر التى تعد أكبر مستورد للقمح في العالم. وذكر الباحث الأمريكى أن أكبر 9 دول مستوردة للقمح فى العالم موجودة في الشرق الأوسط و7 منها شهدت ثورات واحتجاجات سياسية عنيفة في عام 2011"، وقال ستيرنبرغ "الأسر في هذه البلدان تنفق، في المتوسط، أكثر من 35% من دخلهم على المواد الغذائية مقارنة بأقل من 10% في البلدان المتقدمة. وأشار فريدمان بعد عرض الدراسة ان الأخطار التى اطاحت بمبارك والقذافى وتحاصر بشار الأسد الآن ما زالت قائمة فالأنظمة السياسة الجديدة فى هذه الدول - ومنها مصر- ذات المؤسسات الضعيفة تجد صعوبة في التعامل مع الأسباب الجذرية للمشاكل ما يجعلها مرشحة لمواجهة اضطرابات مماثلة قد تطيح بها أيضا.