عقارب الساعة تقترب من السادسة مساءً، المتظاهرون يحاصرون مبانى مديرية أمن بورسعيد وأمن الدولة ومحافظة بورسعيد، الأجواء محتقنة سياسياً ومختنقة بغاز مسيل للدموع يُطلَق بكثافة، بينما يشعل المتظاهرون إطارات السيارات رداً على إطلاق قوات الأمن قنابل الغاز بهدف تفريق آلاف المتظاهرين. على جانب المشهد، تتركز قوات الجيش عند بوابة مبنى المحافظة المشرف على ميدان المسلة، تراقب الوضع، المتظاهرون يلقون قنابل المولوتوف على مبنى أمن الدولة المجاور لمديرية الأمن بحى شرق بورسعيد لتتصاعد ألسنة اللهب بكثافة من الطابقين الأول والثانى، ما يؤدى إلى وقوع إصابات عديدة فى صفوف قوات الأمن المركزى المكلفة بحماية المبنى. داخل مبنى أمن الدولة المجاور لمديرية الأمن، بحى شرق بورسعيد، ظلت السحب الرمادية تتصاعد طوال الليل، بعدما تعرض المبنى لإضرام النيران فيه بفعل قنابل المولوتوف التى ألقاها المتظاهرون فى الدورين الأول والثانى، وفى جراج المبنى، الأمر الذى تسبب فى حريق كثير من السيارات. مع دخول الليل، بدأت قوات الجيش فى التراجع من أمام مبنى المحافظة إلى أمام مبنى محكمة بورسعيد الابتدائية، بعدما ازدادت الأوضاع احتقانا باحتشاد المزيد من المواطنين، وبعدما أطلقت قوات الشرطة طلقات الصوت والخرطوش والقنابل المسيلة للدموع على المتظاهرين. انحصر الوجود الأمنى فى شوارع مدينة بورسعيد أمام المنشآت الشرطية، ويعلق أحمد العربى، أحد المتظاهرين: «نتوقع حدوث انهيار أمنى فى بورسعيد، وأن تتحول مدينتنا إلى مرتع للبلطجية، بعد أن ضحى بنا وزيرنا وأدخلنا فى صراع عنيف، بسبب نقل المتهمين فى قضية استاد بورسعيد سراً». تكدست الأحداث فى ميدان المسلة، منذ ظهر يوم الاثنين، وبعد تشييع جثمانى عبدالرحمن العربى والسيد على السيد، اللذين لقيا حتفهما يوم الأحد، سحب الغاز الأبيض لم تنقطع عن محيط مديرية الأمن، حتى بلغ مداها إلى بعض سكان المنازل التى تقع على بعد أكثر من خمسمائة متر عن مبنى المديرية. اتخذ جنود القوات المسلحة وضعية الضرب أثناء الانبطاح، وسُمع دوى طلقات النيران ساعة العصر. يقول إبراهيم محمود: «الأمور غير واضحة فى بورسعيد، هناك أناس يؤكدون أن الجيش يشتبك مع الداخلية، وأناس يقولون بل الجيش ملتزم بالحياد حتى هذه اللحظة، لكن أيا من الطرفين لا يمكنه تأكيد صحة ادعائه». الميدان الأكبر فى بورسعيد، ميدان المسلة، شهد هدوءاً فى أطرافه البعيدة عن مديرية الأمن، الواقعة أقصى شمال الميدان، بينما تتركز الأحداث فى الشمال، ومع دخول الليل قام المتظاهرون بإشعال النيران فى عدد من إطارات السيارات، لتقليل آثار الغاز المسيل للدموع الذى ظلت قوات الأمن تُطلقه بكثافة. من جانبها، قامت قوات الجيش بمحاولات إخماد الحريق الذى اشتعل فى حدود السادسة من مساء الاثنين فى مبنى المحافظة، بسبب قنابل المولوتوف التى ألقاها مجهولون على المبنى. ولم تفلح سيارات الإطفاء فى الوصول إلى المبانى التى أُضرمت فيها النيران؛ حيث افترش المتظاهرون الأرض، وقالوا: «على جثثنا إن مبنى المديرية ينطفى، لو عايزين المطافى تروح يبقى تروح على جثثنا». تبادل الطرفان التراشق بالحجارة، واستمر المتظاهرون فى إعادة توجيه قنابل الغاز إلى أماكن تجمع جنود الأمن، بينما ظل مشهد وجود جنود وملثمين أعلى مبنى مديرية الأمن قائماً، الأمر الذى استفز المتظاهرين فى محيط المبنى، خصوصاً بعد مقتل اثنين من المتظاهرين إثر إلقاء لوح رخامى عليهما من أعلى المبنى، وفقاً لما يردده شهود عيان. السيدات فى ميدان المسلة، فى بورسعيد، كان لهن دور فى الليلة التى شهدت اشتباكات بين الأمن والمتظاهرين، فكن يقمن بسكب محاليل الخميرة على وجوه المتظاهرين كى يحتملوا آثار الغاز المسيل للدموع. استمرت الاشتباكات إلى حدود الثانية من فجر أمس الثلاثاء؛ حيث قام عدد من المتظاهرين بتناول وجبات العشاء على أطراف الميدان، عبارة عن سندويتشات اشتروها من مطاعم بعيدة. على أطراف الميدان، تراصت سيارات الإسعاف لتستقبل المصابين بالاختناق أو بطلقات الخرطوش لنقلهم إلى مستشفيى بورسعيد العام والحميات، وفى قلب الاشتباكات كانت موتوسيكلات المتطوعين تشق صفوف المتظاهرين لنقل المصابين من عمق الاشتباكات إلى سيارات الإسعاف أو إلى أطراف الاشتباكات لتلقى الإسعافات الأولية فى المستشفى الميدانى البسيط أو فى أحد المستشفيين (العام أو الحميات). أخبار متعلقة دمنهور.. القوى الثورية تشتبك مع العاملين بأحد المطاعم التابعة لقيادى إخوانى بدمنهور وأعضاء «6 أبريل» يحملون أكفانهم فى مسيرة بشوارع المدينة المنصورة.. الشرطة تنسحب من "ميدان القتال" "زفاف" فى الاشتباكات..والعروسان يرقصان على هتاف: "الشعب يريد إسقاط النظام" المصابون يروون التفاصيل: ضباط شرطة أطلقوا علينا الخرطوش من داخل المدرعات بورسعيد.. "المواطن هو البطل" فى المستشفى العام والد الشهيد"عبد الرحمن":صحفى اتصل بى من موقع الحادث قائلا:"معايا مخ ابنك فى شنطة.. تعالى خده"* كفر الشيخ.. تشييع جثمان شهيد"الأمن المركزى" «مرسى» يلجأ إلى الجيش للتعامل مع «بورسعيد».. و«السيسى» يطالب بانسحاب الشرطة الشرقية.. إعلان"العصيان الجزئى" بالمحافظة والمتظاهرين يحاصرون مجلس مدينة بلبيس «الحرية والعدالة» يطرح مبادرة لوقف العنف فى «القناة» ويتهم أطرافاً سياسية بالوقوف وراءه