تمتلئ السيرة الذاتية للواء حسن الروينى، قائد المنطقة المركزية العسكرية عضو المجلس الأعلى للقوات المسلحة، بمواقف تصيب من يتابعها بالحيرة، يقترب من المتظاهرين ويتحدث عن إحساسه بالشباب وبثورتهم وتقديره لحماسهم، فتحسبه متعاطفاً، ثم يهاجمهم فجأة ويتهم بعضهم بالعمالة وتلقى أموال خارجية للإضرار بالأمن القومى، لنقف مشتتين أمام تصريحات الرجل الذى يشيد ثم يهاجم، والذى صدق على أحكام بحبس قيادات الإخوان سابقاً، ويحتفظ بعلاقات طيبة مع أغلبهم، ويتمتع بشعبية كبيرة فى أوساط التيارات الإسلامية، خاصة أثناء الثورة. الظهور الأول ل«الروينى» الذى يمثل اليوم أمام محكمة جنايات القاهرة للإدلاء بشهادته حول أحداث «موقعة الجمل»، كان مع الإسلاميين، بصفته قائداً للمنطقة المركزية العسكرية عندما صدق على أحكام المحاكمة العسكرية التاسعة للإخوان المسلمين، حين اعتقلت مباحث أمن الدولة «المنحل» فى 14 ديسمبر 2006 عدداً من قيادات «الجماعة»، على رأسهم خيرت الشاطر، على خلفية العرض الشهير الذى أقامه طلاب «الجماعة» فى جامعة الأزهر الشريف، التى عرفت إعلامياً بقضية ب«ميليشيات الأزهر»، وأحيلت إلى القضاء العسكرى، الذى أصدر حكمه بتوقيع اللواء أركان حرب حسن الروينى، قائد المنطقة المركزية العسكرية. وبزغ نجم الروينى فى الأيام الأولى للثورة، ففى يوم 25 يناير 2011، بمناسبة عيد الشرطة، المصادف ليوم الغضب المصرى، عندما أنابه وزير الدفاع محمد حسين طنطاوى لوضع «إكليل» من الزهور على النصب التذكارى لشهداء الشرطة، وفى 5 فبراير 2011، طالب «الروينى» المتظاهرين بالانسحاب من اعتصامهم بميدان التحرير «للحفاظ على ما تبقى من مصر»، على حد تعبيره. اقترب قائد المنطقة الشمالية العسكرية ورئيس معهد المشاة من الثوار، عندما نزل إلى ميدان التحرير، وتحدث معهم بود عن ضرورة أن تبقى المظاهرات السلمية، ولكن هذا القرب لم يستمر طويلاً، على الرغم من تقبيله رءوس المعتصمين فى أحداث العباسية الأخيرة لفض اعتصامهم حتى تسير حركة المرور، لكن دون جدوى، وانتهى تماما حين صرح «أن حركتى كفاية و6 أبريل تتلقيان تمويلاً أجنبياً يهدف للقيام بأنشطة تضر بأمن مصر القومى وأن لديهما أجندة ويخططان لصالح مؤامرات خارجية»، وهو ما دفع 42 شخصية عامة بحركة «كفاية» إلى شن حملة إعلامية ضد «الروينى» مطالبين بتقديم أدلته للنائب العام على اتهاماته ضد الحركة أو الاعتذار عنها. وأضاف البيان الذى وقع عليه مؤسسو «كفاية» أن «ما ردده الروينى يمنح القوى المضادة للثورة سلاحاً لتشويه أنبل ثورات الشعب، فى الوقت الذى كان فيه من المفترض أن يقف المجلس العسكرى على الحياد». واليوم يقف الروينى أمام القضاء بعد موافقة القضاء العسكرى على إدلائه بشهادته، التى قد تبرئ ساحة الإخوان من حمل السلاح، حسب ما أكد مصدر عسكرى رفيع المستوى فى تصريح ل«الوطن»، أو تدينهم، وسواء كانت تبرئة أو إدانة سيظل الروينى فى منتصف الطريق كعادته دائماً.