بينما كانت محافظة دمياط تستعد لتشييع جثمان الشهيد محمد الشافعى، آخر شهداء الثورة، من مسقط رأسه بكفر سعد، لمثواه الأخير، فى جنازة تشارك فيها كافة القوى الثورية والسياسية، التى تستقبله بالطريق السريع، بمظاهرات حاشدة، كانت «الوطن» فى قريته ومع عائلته، بعد أن ساقه القدر كى يقتل على يد الجماعة التى تولت السلطة بعد ثورة شارك فيها وما ترك تظاهرة لها إلا وشارك فيها. قال إبراهيم مصطفى لواطى، موظف بالأوقاف، قريب والدة محمد، «إنه كان شاباً هادئاً ورزيناً، شارك فى الثورة من يومها الأول، وانتخب حمدين صباحى بالمرحلة الأولى، وقاطع الانتخابات بالجولة الثانية لعلمه التام بأن مرسى لم يأت لخدمة شعب بل جماعة فقط». وأضاف الحاج إبراهيم «بدأنا نبحث عن محمد بعد مشاركته فى تظاهرات 29، واختفائه بعدها، فلم نترك مستشفى أو قسما إلا وبحثنا فيه عنه، حتى المشرحة أبلغتنا أكثر من مرة أنه غير موجود، بينما كانت تخفيه داخل إحدى ثلاجاتها». واتهم الحاج إبراهيم الإخوان بقتل محمد، كونه معارضا لهم، مطالباً الجماعة بأن تتقى الله وألا تزايد بدمه. وحمّل الحاج إبراهيم الرئيس محمد مرسى وجماعته مسئولية قتل محمد، مطالباً بمحاكمته بتهمة قتل المتظاهرين. وأكد أنهم اتخذوا قراراً بمنع أى إخوانى من حضور الجنازة، لأنهم هم القتلة، على حد وصفه. وقال أمير أحمد عباس، خال الشهيد، «ابن شقيقتى لم يترك تظاهرة إلا وشارك فيها فى الصفوف الأولى»، مشيراً لإصاباته السابقة بالخرطوش مرتين، إحداهما بأحداث محمد محمود، نافياً أن يكون الرئيس محمد مرسى رئيسا لمصر بل وكيلاً لمكتب الإرشاد وجاء لتنفيذ أوامر المرشد بمعاونة الداخلية. ونفى أمير أن يكون ابن شقيقته له علاقة بأى كيان سياسى بل كان مستقلاً ولم يعجبه أى كيان سياسى مطلقا. وأضاف محمد بدير، مسئول التيار الشعبى بكفر سعد، أن الثورة ستستمر رغم أنف جماعة الإخوان، أما عن مرسى فلم نعد نعترف به رئيساً بعد سقوط شهداء فى عهده. وطالب شباب الثورة بعدم اليأس والدفاع عن مطالب المواطنين بشتى الطرق كما طالب النائب العام برفع يديه عن شباب الثورة. ونعت الأحزاب والقوى السياسية بدمياط أولى ضحايا الحرية من أبناء مركز كفر سعد البلد محافظة دمياط الشهيد محمد الشافعى محمود عيد (21 عاما) عضو التيار الشعبى الذى اختفى من ميدان التحرير يوم 29 يناير 2013 ووجدت جثته بمشرحة زينهم يوم 24 فبراير 2013 مقتولا إثر تعرضه لطلق نارى فى الرأس، وقالت إن «الشافعى» 21 عاما، خريج معهد حاسبات وبصريات، وهو الابن الأوسط لعائلته، لديه شقيقتان إيمان وأميرة، وأغلب حياته عاشها بالقاهرة، وكان يأتى لمحافظة دمياط فى المناسبات. لم يترك تظاهرة إلا وشارك فيها ضد الظلم والاستعباد والجوع وكان بمثابة المسعف لزملائه المصابين بالميدان فساعده كثيراً جسده الممشوق وطول قامته على حمل المصابين حتى مكان إسعافهم، حتى امتلأ جسده بالكثير من طلقات الخرطوش والمطاطى، التى كانت «نياشين» يفتخر بها بين أقرانه.