من شهيد إلى آخر، يستمر نزيف الدم في عهد أول رئيس منتخب بعد ثورة يناير. الرئيس الذي دائمًا ما يتنصل من مسؤوليته عن الدماء المهدرة، مرجعا إياها إلى القوى المعارضة. محمد الشافعي.. أحد أبناء محافظة دمياط.. شهيد آخر يسقط في عهد الرئيس الإخواني لينضم لغيره من الكثيرين الذي يضحون بحياتهم من أجل الحرية. الشافعي "21 سنة"، كان قد خرج من مقر سكنه في حي السيدة زينب، متوجهًا إلى ميدان التحرير 29 يناير الماضي، حتى وجدت جثته بمشرحة زينهم يوم 24 فبراير الماضي، مقتولاً بطلق ناري في الرأس. لم يترك "الشافعي" تظاهرة إلا وشارك فيها ضد الظلم والاستعباد والجوع. كان بمثابة المسعف لزملائه المصابين بالميدان فساعده كثيرًا جسده الممشوق وطول قامته على حمل المصابين حتى مكان إسعافهم، حتى امتلأ جسده بالكثير من طلقات الخرطوش والمطاطي، التي كانت "نياشين" يفتخر بها بين أقرانه. "الوطن" ذهبت إلى مسقط رأسه بكفر سعد البلد، بمركز كفر سعيد بدمياط، حيث يعيش معظم أهله، في البداية يقول إبراهيم مصطفى"موظف بالأوقاف" نجل عم والدته: "محمد، خريج معهد حاسبات وبصريات بروكسي. الابن الأوسط لعائلته لديه شقيقتان إيمان وأميرة أغلب حياته عاشها بالقاهرة نظرا لتواجد أسرته هناك، وكان يأتي لدمياط في المناسبات وكل صيف. يضيف إبراهيم : "محمد كان شابًا هادئًا ورزينًا، شارك في الثورة من يومها الأول. انتخب حمدين صباحي في المرحلة الأولى، وقاطع الانتخابات بالجولة الثانية لعلمه التام بأن مرسي لم يأت لخدمة شعب بل جماعته فقط. وعن ملابسات مقتله، يقول إبراهيم: "بدأنا نبحث عن محمد بعد مشاركته في تظاهرات 29 يناير الماضي، واختفائه بعدها فلم نترك مستشفى أو قسما إلا وبحثنا فيه حتى المشرحة التي أبلغتنا أكثر من مرة أنه غير موجود كانت تقوم بإخفائه داخل إحدى ثلاجاتها. واتهم الحاج إبراهيم، الإخوان بقتل محمد كونه معارضًا لهم مطالبهم، والرئيس محمد مرسي، قائلا: "مرسي هو مبارك بل أشد ظلما منه"، مطالبا بمحاكمة مرسي بتهمة قتل المتظاهرين. من جانبه، يقول أمير أحمد عباس "خال الشهيد"، قائلا: "ابن شقيقتي لم يترك تظاهرة إلا وشارك فيها في الصفوف الأولى"، مشيرا إلى إصاباته السابقة بالخرطوش والمطاطي، نافيا أن يكون ابن شقيقته له علاقة بأي كيان سياسي بل كان مستقلا ولم يعجبه أي كيان سياسي مطلقا. أما محمد بدير، مسؤول التيار الشعبى بكفر سعد البلد، فيقول: "إننا نعد لجنازة شعبية لمحمد حين تسلمنا جثمانه وسوف تخرج الجنازة من مسقط رأسه بكفر سعد البلد، وأكد أن الثورة ستستمر رغم أنف جماعة الإخوان، أما عن مرسى فلم نعد نعترف به رئيس بعد سقوط شهداء فى عهده. وطالب بدير، شباب الثورة بعدم اليأس والدفاع عن مطالب الثورة بشتى الطرق، كما طالب النائب العام برفع يديه عن شباب الثورة ورحمتهم بعد موتهم والسماح لأسرهم بدفنهم وكفاهم تعذيبا للشهيد وعائلته.