رصدت صحف عالمية ردود الفعل الغاضبة داخل الولاياتالمتحدةالأمريكية، بعد إعلان وزير الخارجية الأمريكي جون كيري الإفراج عن 250 مليون دولار من المساعدات الأمريكية لمصر. وقالت صحيفة "واشنطن تايمز"، إن إعلان كيري عن الإفراج عن المساعدات أثار جدلاً واسعاً في واشنطن، حول مساعدة الولاياتالمتحدة وتمويلها لتنظيم الإخوان، واتفق عديد من المحللين على أن الكونجرس أخطأ في الموافق على هذا القرار. ونقلت الصحيفة عن الخبير البارز في شؤون المنطقة "بريان كاتوليس"، قوله إن إدارة أوباما ستواصل تقديم المساعدات العسكرية والاقتصادية لمصر، رغم أن هذه المساعدات أثارت خلافا لعدة أشهر بين البيت الأبيض والكونجرس، حيث أعرب كثير من النواب عن مخاوفهم من مواقف الإخوان تجاه الأقليات فى مصر وإسرائيل، وقدرتهم على تحقيق الأمن. واستشهدت الصحيفة بأحد أكثر النواب حماسا لوقف المساعدات وهى النائبة "ايلينا روس ليتينن"، التى أكدت أن "مصر استقبلت الرئيس الإيراني أحمدي نجاد، وهذا يمثل محاولة من جانب الإخوان لإقامة علاقات مع "دولة راعية للإرهاب تسعى بقوة لتدمير أقرب صديق وحليف لنا، وهى الدولة اليهودية الديمقراطية في إسرائيل" وأضافت أن على أمريكا الاعتراف بأن "حكومة مرسي غير مستقرة وحتى الأن لم تثبت أنها تستحق الدعم الاقتصادي أو العسكري". وعلى موقع "فوكس نيوز"، وصف مستشار المركز الأمريكي للقانون والعدالة جاي سيكولو، قرار الإفراج عن المساعدات للحكومة الإخوانية الهشة ب"الخطوة الخاطئة". وأضاف أن مصر لم تعط أمريكا شيئاً غير وعود في الهواء، وأسوأ ما تفعله أمريكا هو أن تمد نظام معادي وقمعي بالمال، خاصةً في الوقت الخطأ، وتابع "بالنظر لتاريخ الإخوان، نجد أننا من المستحيل أن نصدق أي وعود "بالإصلاح" الذي يدعونه". ووصف الكاتب الاقتصاد المصري ب"المنهار"، وتساءل: كيف تضع أمريكا أموالها في بلد بهذا الوضع، خصوصا أن أولوية الرئيس مرسي كانت دائماً وأبداً معاداة الولاياتالمتحدة وإسرائيل. وقال "خطايا الاخوان لا تعد ولا تحصى، فالبلاد ما زالت تمارس اضطهاد الأقلية القبطية، وتفشل في حماية السفارات، ومصر لم تعد مكانا للإرهاب والإرهابيين فحسب، بل أيضاً نقطة انطلاق للهجمات الإرهابية خارج حدودها"، مؤكداً أن قسوة وإرهاب الإخوان يعادلان عدم قدرتهم على إدارة الاقتصاد. وأوضح الكاتب أن كيري زار مصر حاملاً الحل لإحكام قبضة الإخوان على الحكم، ليس فقط بالأموال بل أيضاً بالأسلحة المتطورة. وأنهى مقاله بالقول إن كل دولار تدفعه أمريكا لمصر، يشتري بعض الوقت للإخوان في السلطة، ويضفي الشرعية على نظامهم القمعي، وإذا كان الاخوان في حاجة لتمويل أمريكا، فأمريكا ليست بحاجة لهم. وفى افتتاحيتها، قالت صحيفة "نيويورك تايمز" إن قرار البيت ألأبيض بمنح مصر 250 مليون دولار، يعد تصويت بالثقة في بلد يعد محورا أساسيا للاستقرار بالمنطقة ولكنه يترنح على حافة الانهيار الاقتصادي. وأضافت أن الكرة الآن في معلب الحكومة المصرية وخصومها السياسيين، لخلق توافق سياسي واقتصادي، حتى تستطيع مصر الاستفادة من الأموال الأمريكية، تحسن من أوضاع "دولتهم الفاشلة". ولفتت إلى قول كيرى إن مسؤولية تحقيق التوافق تقع على عاتق الرئيس المصري، الذى تقتضى وظيفته إقناع المعارضة السياسية بالانضمام إليه في تحقيق الإصلاحات الاقتصادية، التى تشمل رفع الضرائب، وخفض دعم الطاقة لتمهيد الطريق للحصول على قرض صندوق النقد الدولي، الذى سيفتح الباب أمام مزيد من المساعدات والاستثمارات الأجنبية. ورأت الصحيفة أن كيري كان موفقا جدا عندما حث جميع أطياف الشعب المصري على الائتلاف والتعاون لمواجهة التحديات، مؤكدا في الوقت نفسه أن أمريكا لا تدعم طرفا محددا أو حزبا معينا أو شخصا دون غيره، فهي فقط تدعم الديمقراطية وحقوق الانسان وحرية التعبير والتسامح. وتابعت الصحيفة أن التعاون مطلوب جدا من جانب كل القوى السياسية المتحاربة في مصر، التى تحتاج بشكل ملح إلى مؤسسات ديموقراطية قوية واقتصاد قوي، ما يضع البلاد على الطريق لمستقبل أفضل، لكن هذه القوى خانت ثورة 25 يناير، وتابعت أن آخر انتكاسة تمثلت في قرار جبهة الانقاذ الوطني بمقاطعة الانتخابات، احتجاجا على فشل الرئيس في توفير ضمانات لانتخابات حرة و نزيهة، ما يعد نكسة أخرى لمصر. وقالت الصحيفة إن مخاوف قوى المعارضة مشروعة، فالرئيس مرسي وجماعته بدلا من العمل على تشكيل حكومة توافق وطنى، سعوا لدعم وجودهم في السلطة، وسارع بإقرار دستور لا يحظى بإجماع المصريين، وفشل فى اصلاح الشرطة الفاسدة، ويحاول تمرير قانون يحد من حرية التجمع السلمي والتعبير ويشجع الشرطة على ارتكاب المزيد من الانتهاكات، موضحة أن قوى المعارضة -على الجانب الآخر- لم تقدم نفسها كبديل قوي ومتماسك لتنظيم الإخوان، ووصفت قرار مقاطعة الانتخابات ب"الانهزامي"، موضحة أن المعارضة تربك واشنطن، فتارة تحذرها من التدخل، وتارة أخرى تنتقد عدم استخدامها الشدة مع مرسي.