سوف أسلم بأن إطلاق اللحية سُنة عن النبى صلى الله عليه وسلم، وأنها لا ترتبط بموروث ثقافى كان سائداً فى المجتمع العربى عند بعثة النبى، إذ كان كل الرجال يطلقون لحاهم، يستوى فى ذلك من أسلم، ومن أنكر رسالة الإسلام وكفر بها وناصبها العداء. فكما كان الصحابة رضوان الله عليهم يطلقون لحاهم، كان يفعل ذلك أيضاً صناديد الكفر مثل أبوجهل وأبولهب وأمية بن خلف وغيرهم. لندع كل هذا جانباً ونقول -كما يردد بعض الفقهاء- أن النبى أمر بإعفاء اللحية، وأنه لا يجوز حلقها بعد إطلاقها إلا لضرورة عملاً بقاعدة «الضرورات تبيح المحظورات». وانطلاقاً من كلام الفقهاء أدعو المصريين المتدينين إلى حلق لحاهم، حتى يميز المواطنُ الخبيثَ من الطيب من بين تلك اللحى التى تكاثرت فى حياتنا. فقد أثبتت التجربة أن الكثير من أصحاب الدقون «ضلالية» من طراز رفيع، يكذبون ويخلفون الوعد ويحنثون باليمين ويخونون العهود والمواثيق التى قطعوها على أنفسهم. هؤلاء الذين تصالحنا على وصفهم ب«تجار الدين» الذين يشترون بآيات الله ثمناً قليلاً، فيخدعون الناس بالحديث باسم الدين، رغم أنهم لا يعملون ولو بحرف مما جاء فى كتاب الله وسنة نبيه، هؤلاء جميعاً يختبئون خلف اللحية التى تمثل لديهم إحدى أدوات «النصب» على المواطنين السذج الذين يعتبرون هذا الشعر النابت فى الذقن علامة على الإيمان والتمسك بقيم الإسلام!. ولأننا مقتنعون تماماً أن «الناس مش زى بعضها»، وأن هناك من بين أصحاب اللحى من يطلقها عن إيمان ودين، ويرعى حقها، ويجتهد فى ألا يسىء إلى سنة من سنن النبى صلى الله عليه وسلم، فإننى أدعو هؤلاء جميعاً إلى حلق لحاهم، لأن هناك ضرورة تقتضى ذلك، تتمثل فى كشف «الضلالية» وتجار الدين أمام الشعب، حتى يستطيع المواطن التعرف عليهم، ولا يخلط بينهم وبين المتدينين الحقيقيين الذين يمتثلون لقيم الإسلام وأخلاقياته، ولتطمئن القلوب المؤمنة إلى أن الكثير من الفقهاء يؤكدون أن حلق اللحية فى هذه الحالة محظور تبيحه الضرورة، حتى لا تختلط الأمور على الناس. إن هؤلاء المنافقين يشكلون الخطر الحقيقى على الإسلام، لذلك لا بد من تعريتهم أمام الرأى العام، وقد بصّر القرآن الكريم النبى صلى الله عليه وسلم بعلامة يمكن أن تساعده فى التعرف على المنافقين، تتمثل فى الكلام اللطيف الذى يجذب الأسماع، فيقول الله تعالى «وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِى لَحْنِ الْقَوْلِ»، أى الكلام الذى يحمل فى طياته دهاء الأفاقين، لكنه فى النهاية كلام «متلحن»، قد يحلو لك الاستماع إليه، لكنك لو امتثلت له وعملت به فقد أضعت دينك ودنياك. واليوم لم يعُد لنا من علامة نميز بها «ضلالية الدين» سوى «الدقن»، لذا أقول لكل مؤمن حقيقى: احلقها وتوكل!.