سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
أهالى القاهرة الجديدة والمقطم يكافحون الجراد بالدخان.. و«الزراعة» غائبة حالة ذعر بين المواطنين.. وأحد السكان: «النحس» مسك مصر ولن يتركها.. والجراد حبسنا فى بيوتنا لساعات
فى تمام الثانية ظهراً، انطلق محمد إبراهيم، حارس أحد عقارات القاهرةالجديدة، إلى بوابة عقاره ليضرم النيران فى إطارات السيارات، فور علمه من خلال التليفزيون أن الجراد ربما يصل إلى التجمع الخامس. ظن «محمد» أن دخان النيران يدفع الجراد بعيداً، فأشعل النيران فى إطار سيارة قديم، وانتظر حتى وصل الجراد، ليطرده الدخان، وقال: «الحمد لله لم يحط عندنا خوفاً من النار». وكانت قد هجمت أسراب الجراد الأحمر التى وصلت مصر فى الأيام الأخيرة، مخترقة الأجواء المصرية، ودخلت من جهة الشمال حتى وصلت أمس الأول إلى ميناء العين السخنة، ومنها اندفعت غرباً إلى القاهرةالجديدة والمقطم ثم إلى القاهرة الكبرى، وتسبب هجوم الجراد الأحمر فى حالة من الذعر بين المواطنين فى التجمع السكنى الجديد، فقرروا عدم الخروج من منازلهم حتى رحل الجراد بعد 3 ساعات، فى غياب تام لأجهزة المكافحة البيئية ووزارة الزراعة. شادى محمد، (24 عاما)، سمع طنيناً عالى الصوت خارج المنزل، فاندفع مع والدته وإخوته إلى النافذة، فإذا بسحابة كبيرة من الجراد تحوم فوق المنطقة بالكامل، تحط حيناً وترتفع حيناً، ويقول: «خافت والدتى، ما اضطرنا إلى إحكام إغلاق النوافذ والأبواب جيداً، ولم يخرج أى منا حتى رحلت أسراب الجراد إلى جهة الطريق الدائرى»، وقال ضاحكاً: «واضح إن النحس مسك مصر ولن يتركها، البلاوى تأتينا من الأرض والبحر والجو». «الجراد لا يلسع ولا يقرص البشر»، كلمات يقولها محمد إبراهيم، حارس عقار (40 عاما) لأبنائه، فيبث الطمأنينة فى قلوبهم، ويضيف: «تحمسوا وقمنا جميعاً قبل وصول الجراد بتحضير إطارات السيارات والليف، وأشعلناه حتى يحدث دخنة فى الجو، تُرهب الجراد فيطير بعيداً، لدينا حدائق نخشى حدوث أى أضرار بها، والجراد يهبط على الحدائق فيدمر كل الأخضر فيها». حاتم حفظ الله، مشرف عمال فى أحد المشاريع بالتجمع الخامس، قال: «فى حدود الرابعة عصراً، فوجئنا دون سابق إنذار بغيمة كبيرة جداً فى السماء، نظرنا فإذا به جراد مِحمِرّ، على ارتفاع قريب، وعبارة عن فوج واحد هائل، يمتد على مدى النظر، بعضه كان يقترب من الأرض، مثل ارتفاع أعمدة الإنارة، وبعضها يظل فى ارتفاع أعلى، وتتناوب الأسراب الصعود والهبوط». وفى منطقة المقطم، ظهر الجراد ليجد المواطنين فى استقباله بحرق إطارات السيارات والأخشاب، وقال سيف حمدى، بائع خضراوات بالمقطم، إنه بعد أذان العصر قرابة الساعة 4 عصرا، ظهر سرب كبير من الجراد يغطى السماء، «حاجة عمرنا ماشفناها قبل كدا، زى مايكون غضب من ربنا علينا»، مضيفاً أن الجراد استمر ما يقرب من 4 ساعات حتى انصرف تماماً عن الحى، مشيراً إلى أنه لا يوجد دور للحكومة فى معالجة الأزمة، وكل ما عليها أن تدلى ببيانات فى الإعلام أنهم سيطروا على الموقف، ولا شىء يحدث على أرض الواقع، قائلاً: «هى فين الحكومة؟ لو كان فيه حكومة كانت سيطرت على الجراد عند الحدود، مش تستنى لحد ما ييجى هنا ويدخل ياكل أرض الفلاحين».