هو واحد من أهم مستشفيات محافظات صعيد مصر «سوهاج العام»، أو مستشفى الغلابة كما يطلق عليه أبناء المحافظة، فهو الملاذ الأول والأخير للمرضى هناك، يتراوح عدد المترددين عليه يومياً ما بين 3 إلى 4 آلاف مريض، وهى أكبر نسبة تردد على مستشفى تابع لوزارة الصحة، المستشفى يعانى الآن كما يقول الأطباء والمرضى من أزمات تحتاج إلى تدخل سريع، لأنه يخدم 16 مستشفى مركزياً وأكثر من 400 وحدة صحية على مستوى المحافظة. «الوطن» تلقت شكاوى من مواطنين، فتوجهت إلى المستشفى المقام على مساحة تبلغ «فداناً»، وهى مساحة تعتبر غير كافية لأى مستشفى عام، فما بالك فى محافظة يعتبر المستشفى العام بها هو الملاذ الأول والأخير لأكثر من 80% من أبنائها؟ وعلى الرغم من وجود مخطط تطوير للمستشفى مُعد منذ عام 2005، فإن هذا المخطط ظل حبيس الأدراج. أحد أطباء المستشفى، رفض ذكر اسمه، قال إن «المستشفى غير قادر على تقديم خدمة علاجية جيدة»، ووصفه بأنه «مستشفى يحتاج إلى مستشفى»، وأشار إلى ضرورة إزالة مبنى المستشفى القديم بالكامل، وإلى إخلاء الطابق الخامس بالمستشفى الذى كان مخصصا ك«عنبر جراحة للسيدات» منذ أكثر من 4 سنوات لتطويره، وأصبح الآن مأوى للفئران. مشاهد إهمال أخرى رصدتها «الوطن» أثناء زيارتها للمستشفى، من بينها مبنى جديد مكون من 5 أدوار «على الطوب الأحمر»، وعندما سألنا عن هذا المبنى أكد لنا المسئولون أن هذا المبنى تبرع به أحد رجال الأعمال، منذ أكثر من 5 سنوات، لكن وزارة الصحة لم تستطع وعلى مدار السنوات الماضية أن تستكمل تجهيزه. مولد كهربائى ملقى فى أحد أركان المستشفى، قيل إنه «مولد جديد»، كان من المفترض أن يركب منذ أكثر من 7 شهور، لكن الوزارة غير قادرة على توفير قيمة المقايسة، التى تبلغ مليونى جنيه من أجل تشغيله، على الرغم من حاجة المستشفى الماسة إليه، خاصة مع انقطاع الكهرباء شبة الدائم. أحد الأطباء أكد أن المستشفى لا يوجد به جهاز «رنين مغناطيسى»، كما يحتاج إلى جهاز «أرم 2» وجهاز «أشعة إكس ديجيتال»، خاصة أن الأجهزة الموجودة بالمستشفى قديمة للغاية. يحيى عبدالله حمودة -أحد المرضى- قال إن المستشفى المركزى بدار السلام، لا يوجد به رعاية صحية، وإنه يضطر إلى السفر والمجىء لمدينة سوهاج، من أجل أن يعالج فى المستشفى العام، وبالرغم ذلك فإنه يفاجأ بنقص فى الأجهزة والأدوية أيضاً. راضية عبدالسلام هرولت بطفلها البالغ من العمر عاماً ونصف العام بعد إصابته بالتهاب رئوى، لكنها فوجئت عند وصولها إلى المستشفى بتزاحم الأمهات خارج عيادات الأطفال مفترشات الأرض وحاملات بأيديهن المحاليل للأطفال لعدم وجود أسرة كافية، وتساءلت: كيف لمستشفى يخدم هذا العدد الهائل من أبناء المحافظة ألا يكون به أسرّة تتناسب مع عدد المرضى المترددين عليه؟! وأنهت حديثها قائلة: «المشكلة مش بس إن مفيش سراير يكشفوا ويعالجوا عليها الأطفال، لكن كمان مفيش أدوية». من جانبه، قال الدكتور جمال حامد قريشى، مدير عام المستشفى، إنه «بالرغم من الظروف التى تعرضت لها المستشفى خلال العامين الماضيين، وتعرض الأطباء والممرضين لاعتداءات من قبل المواطنين، ووجود نقص فى الأدوية وعجز فى الأطباء والتمريض، فإن مستشفى سوهاج العام هو المستشفى الوحيد الذى يستقبل الآلاف من أبناء المحافظة والمحافظات المجاورة مثل محافظة قنا»، مشيراً إلى أنه قدم العديد من المذكرات لوزارة الصحة من أجل سرعة صرف الأدوية للمستشفى، حتى يتمكن من صرفها للمرضى، وطالب «الصحة» بإيجاد حل سريع لاستكمال تطوير المستشفى لحين إيجاد المكان الذى سيتم بناء المستشفى العام الجديد فيه.