أ. د. هشام الخياط أستاذ الكبد والجهاز الهضمى معهد تيودور بلهارس الحموضة أو حرقة الفؤاد أو ارتجاع المرىء، تنتج بسبب ضعف عضلة المرىء السفلية وانبساطها تلقائياً بدون بلع سوائل أو طعام، وتحدث أيضاً أثناء الحمل وزيادة الوزن كما أن الارتجاع يزداد بوجود فتق بالحجاب الحاجز، وهناك أدوية كثيرة تزيد حرقة الفؤاد سوءاً مثل بعض أدوية الضغط والربو الشعبى، أما عن الأكلات التى تجعل الارتجاع أسوأ هى الطماطم والنعناع والحمضيات والمكسرات والأكلات الدهنية. وهناك نوعان أساسيان من ارتجاع المرىء.. نوع يصاحب بالتهابات وتقرحات فى الغشاء المخاطى المبطن لأسفل المرىء وهذا النوع يستجيب للعلاج فى أغلب الأحيان ونوع آخر يكون غير مصاحب بالتهابات وتقرحات واضحة فى أسفل المرىء.. وهذا هو النوع الذى يحتاج إلى علاج مكثف وبجرعات عالية من مثبطات مضخة البرتون الذى يسبب أفراز حمض الهيدروليك.. . وهذا النوع الثانى غير المصاحب بالتهابات واضحة بأسفل المرىء بالمناظير التقليدية ينقسم إلى نوعين هو الآخر، ويجب على استشارى الجهاز الهضمى أن يفرق بينهم لأن العلاج سيكون مختلفاً فى النوعين.. النوع الأول يكون مصاحباً بحموضة غير عادية يتعرض لها أسفل المرىء لأكثر من 66 دقيقة يومياً ويتم تشخيص هذا النوع بقياس درجة الحموضة أسفل المرىء، وقد تثبت حديثاً أن المناظير الحديثة المكبرة التى بها خاصية الطيف الضوئى تساعد كثيراً فى تشخيص هذا النوع عن طريق تصوير الشعيرات الدموية الدقيقة الموجودة أسفل المرىء التى تتمدد وتتفرع بصورة غير طبيعية فى هؤلاء المرضى رغم أن المناظير التقليدية تكون طبيعية فى هؤلاء المرضى.. ويستجيب هؤلاء المرضى للعلاجات المكثفة بمثبطات مضخات البرتون.. أما النوع الثانى لا يكون مصاحباً بتغيرات غير عادية فى درجة الحموضة لأسفل المرىء.. ولا يوجد أيضاً أى تغييرات فى شبكة الشعيرات الدموية لأسفل المرىء بالمناظير المكبرة ومنظار الطيف الضوئى.. ويعتبر هذا النوع من حرقة الفؤاد وظيفياً وليس عضوياً وناتجاً عن حساسية المرىء لدرجة الحموضة العادية التى توجد بأسفل المرىء فى الإنسان الطبيعى ويعالج هذا النوع بمضدات الاكتئاب الحديثة التى تعالج فرط حساسية المرىء. وبذلك أسهمت المناظير العالية الجودة التى تتيح للطبيب قدرة عالية على التكبير مع وجود منظار الطيف الضوئى لرؤية شبكة الشعيرات الدموية بدقة المبطنة لجدار المرىء من تشخيص الأنواع المختلفة من ارتجاع المرىء وحرقة الفؤاد كانت فى الماضى القريب صعبة التشخيص.. وعلاج ارتجاع المرىء فى المقام الأول دوائى ولا يلجأ إلى الجراحة إلا فى وجود ضعف شديد بعضلة المرىء وفتق فى الحجاب الحاجز. وقبل العلاج الدوائى يجب تغيير نمط الأكل والحياة ككل وذلك بتخفيض الوزن والبعد عن الأكلات الدهنية والمسبكة والطماطم والنعناع والمكسرات والحمضيات والأكلات الحارة مع رفع رأس السرير وتناول آخر طعام قبل النوم بثلاث ساعات وممارسة الرياضة وعدم تناول الأدوية التى تزيد من انبساط عضلة المرىء السفلية أو عضلة الفؤاد، وعدم تناول الأدوية المسكنة التى تزيد من معاناة مرضى الارتجاع. أما عن العلاج الدوائى فيعتمد أساساً على مثبطات البرتون التى تقلل الحمض الذى يفرز فى المعدة ويرتجع إلى المرىء ومن أمثلة مثبطات البرتون الكونترلوك والنكسيم واللوسك والباريت، ويجب أخذ الدواء لمدة شهرين كل 12 ساعة قبل الإفطار وقبل العشاء بنصف ساعة وبالجرعة الكاملة بعد ذلك يؤخذ الدواء بالجرعة الصغيرة يومياً أو يوماً بعد يوم أو عند الطلب، مع الأخذ فى الاعتبار أن ارتجاع المرىء غير المصاحب بتقرحات وارتجاع المرىء الوظيفى يحتاج إلى جرعات إضافية من مثبطات البرتون أكثر من ارتجاع المرىء التقرحى. ويجب الإشارة إلى أنه ليس هناك علاقة مباشرة بين الجرثومة الحلزونية وارتجاع المرىء وأن علاج الجرثومة الحلزونية لا يؤثر بالسلب أو الإيجاب على حالة المريض. كما أن السجائر تزيد من معاناة مريض ارتجاع المرىء ويجب الامتناع عن التدخين لكى تتحسن الحالة.