تحول محيط مبنى محافظة الدقهلية إلى ساحة للحرب بين المتظاهرين وقوات الشرطة، التى حاولت السيطرة على المكان، وأجبرتهم على عدم النزول للشارع، أو إغلاقه، مستخدمة فى ذلك القنابل المسيلة للدموع أحياناً، والرد بالطوب أحياناً أخرى، وسط اتهامات من النشطاء باستخدام الشرطة لطلقات لخرطوش، وهو ما نفته قيادات الشرطة تماماً. تكررت المشاهد اليومية من الكر والفر وخروج الثوار والمتظاهرين، وأخيراً أصبح للمرأة دور، حيث شاركت النساء فى التظاهرات، وشهد يوم الثلاثاء عنفاً بدأ بالطوب، وتطور إلى استخدام القنابل المسيلة للدموع، ولم ينته اليوم حتى ظهرت الإصابات بطلقات الخرطوش فى صفوف الجانبين. وقام المتظاهرون بعمل كماشة على قوات الأمن من شارعى قناة السويس والجيش، وحاصروها فى ميدان النصب التذكارى، وأمطروهم بالحجارة والطوب، وهو ما جعل الشرطة تستخدم القنابل المسيلة للدموع بغزارة، وتسبب فى حالة من الغضب الشديد بين المواطنين سكان المناطق المجاورة للأحداث. نقل المتظاهرون بعدها أنفسهم إلى أمام مقر التيار الشعبى وحزب التحالف الشعبى، ودخل الآخرون إلى داخل المبنى، وهو ما جعل القوات تحاصره لمدة ساعتين حتى هدأت الأحداث. وأكد الدكتور أسامة فريد، وكيل وزارة الصحة بالدقهلية، أن مستشفى الطوارئ بالمنصورة استقبل إصابات بالخرطوش لمواطنين ومن الشرطة أيضاً من بينهم مقدم شرطة واثنان برتبة ملازم أول ومخبر، بالإضافة إلى 3 مجندين و6 آخرين. وأعلن المستشفى الميدانى الذى أقامه المتظاهرون عن استقبال 6 إصابات بالخرطوش و29 بجروح قطعية. وأرسل النشطاء نداءات استغاثة على صفحات مواقع التواصل الاجتماعى وعبر الإعلاميين العاملين بالدقهلية لإمداد المستشفى الميدانى بالأدوية الطبية بسبب النقص الحاد بها وطالبوا أهالى المنصورة بسرعة إمداد المستشفى بكميات من القطن والخيوط الجراحية، والمضادات الحيوية. وتمكنت الشرطة من إلقاء القبض على 14 من الشباب من بينهم أحد القيادات الثورية وقيادى طلابى بحزب الكرامة، وتم تحرير محاضر شرطة ضدهم تمهيداً لعرضهم على النيابة العامة. وأدان حزب الكرامة بالدقهلية العنف الذى وصفه بأنه «غير مبرر» من قبَل وزارة الداخلية ضد المتظاهرين بالمنصورة، كما أدان استخدام قوات الأمن للغاز المسيل للدموع والخرطوش بكثافة والقبض على المواطنين بطريقة غير آدمية واستخدام العنف معهم. وحمّل الحزب فى بيان له وزارة الداخلية مسئولية أحداث الشغب التى تحدث بميدان المحافظة وأدانها فى اعتقال «إسلام فؤاد» القيادى الطلابى وعضو حزب الكرامة، وكافة المتظاهرين السلميين. فى سياق متصل نظم عشرات السيدات بالمنصورة، أطلقن على أنفسهن حركة «مناضلات من أجل مصر»، سلسلة بشرية بميدان الشهداء بالمنصورة، للتنديد باعتداء مؤيدى الرئيس على بعض السيدات خلال الاشتباكات التى وقعت أمس الأول بالميدان. ورفعت المشاركات فى الوقفة لافتات كتبن عليها «يا مرسى الكيل فاض.. هىّ وصلت للأعراض؟» و«يا إخوان يا مسلمين.. ضرب الست فى أى دين؟». وقالت مرفت السعيد، منسقة الحركة، إن السيدات نزلن بالأمس للمشاركة فى الدعوة للعصيان المدنى التى بدأت أمام مدخل 6 لديوان عام محافظة الدقهلية، وفوجئنا بأعضاء الجماعة يعتدون على الرجال والسيدات دون تفرقة.