قال الدكتور أسامة الغزالى حرب، رئيس حزب الجبهة الديمقراطى القيادى بجبهة الإنقاذ الوطنى: إن قرار الجبهة بالمقاطعة منطقى، مؤكداً أن الانتخابات المقبلة ستكون خطوة على طريق «التمكين وأخونة الدولة». وأضاف، فى حوار ل«الوطن»، أن تنظيم الإخوان يحاول تشويه قرار المقاطعة؛ لأنه يستهدفه بالأساس، قائلا: «الإخوان فعلوا هذا من قبل». وحذر من أنه فى حالة مخالفة الجبهة قرارها بالمقاطعة ستكون نهاية شعبية وسياسية لها، مشيراً إلى أن الرئيس محمد مرسى لم يستمع لأى صوت عاقل، مضيفاً: «نطالب بإعادة صياغة المشهد الحالى بأكمله، من إعداد دستور جديد وتشكيل تأسيسية جديدة وحكومة توافقية». وأكد «الغزالى» أن الانتخابات البرلمانية المقبلة ستزيد من حالة الفوضى، مشيراً إلى أن قرار الجبهة بالمقاطعة هو القرار السليم والصحيح، واعتبر أن هجوم حزب الحرية والعدالة على قيادات الجبهة وقولهم إن الجبهة تخشى صندوق الانتخابات، ما هو إلا «ملاسنة كلامية وكلام إنشائى». * برأيك.. هل قرار جبهة الإنقاذ بمقاطعة الانتخابات نهائى؟ - أعتقد أن قرار الجبهة بالمقاطعة نهائى، وأعتقد أيضاً أن المشاركة فى الانتخابات والعدول عن القرار الذى اتخذناه سيكونان نهاية حتمية للجبهة من الناحيتين السياسية والشعبية، وقرار المقاطعة جاء بعد تجاهل الرئيس كل النقاش، وحالة الغضب الحالية والخلافات الحادة التى لا يمكن إنكارها حول الانتخابات، وحالة شبه الفوضى السائدة فى مصر، التى تجعل الحديث عن الانتخابات موضوعا ليس له الأولوية بقدر ما تكون الأولوية لمواجهة حالة الاحتقان فى الشارع، وباتت قضية الانتخابات ليست هى الحل، وإنما يجب، بلا أى شك، توافر الاستقرار وتوفير جو عام تجرى فيه الانتخابات بشكل آمن وفى حد أدنى من الاستقرار السياسى، ومن ثم فإن تجاهل كل هذه الاعتراضات والخلافات وحالة الفوضى مسألة تثير الاستفهام، وهذا التجاهل لا يقتصر على الرئيس مرسى أو مؤسسة الرئاسة فقط، لكن يتضمن الحزب الحاكم وتنظيم الإخوان، اللذين يرفضان الاعتراف بالوضع القائم، أو الاعتراف بالانقسام الحالى فى الجماعة الوطنية، أو وجود رفض شعبى لسيطرتهما على الحياة السياسية، وهذه هى القضية الأولى، الحديث عن الانتخابات تصعيد غير مبرر، ونقل البلاد لدرجة متقدمة من الاحتقان والخلاف السياسى. * هل يمكن أن تؤثر الخلافات على مستقبل جبهة الإنقاذ؟ - القرار صدر، وكان هناك من يفضل خوض الانتخابات، ومن يفضل تنفيذ المطالب الأساسية التى طرحتها الجبهة، وتقديرى الخاص أن الأوضاع الحالية هى التى رجحت كفة المقاطعة؛ فهناك حرص على وحدة المعارضة، وأن تكون قراراتها محكومة بالتوافق العام، ومواقف الدكتور محمد البرادعى منسق الجبهة دليل على ذلك، وهو مهموم بوحدة الجبهة، لكن هذا لا يعنى أنها محصنة ضد الانقسامات، لكننا نحاول أن نصل للتوافق، وهذا ما ظهر فى قرار المقاطعة. * لكن البعض يتهم الجبهة بأن قرار المقاطعة جاء نتيجة الخوف من مواجهة الصندوق؟ - هذا كلام إنشائى، المقاطعة فعل سياسى نتيجة ظروف معينة، ولمواجهة تحديات الإخوان، وهم فعلوا هذا من قبل، وقاطعوا الانتخابات عدة مرات، مثل قرارهم بمقاطعة انتخابات 2010، وهم الآن يقولون هذا باعتبارهم المستهدفين من المقاطعة ويحاولون تشويه قرار جبهة الإنقاذ، وكل ما يقولونه هو نوع من أنواع «الملاسنة السياسية». * هل من المكن أن تعود الجبهة عن قرارها بالمقاطعة؟ - لا.. إلا بحدوث تغييرات جذرية مثل إعادة النظر فى التعديلات الدستورية وتشكيل حكومة جديدة والنظر فى المطالب التى قدمناها للرئيس. * لكن البعض يقول إن قرار المقاطعة سيعود بالخسارة على الجبهة. - القرارات السياسية لا تستطيع الحكم عليها، ودائماً كل قرار سياسى يكون له مكسب وخسارة، وتقديرنا أنه القرار الصحيح والسليم، والعلاقة بين الجبهة والإخوان ليست صراعا تكتيكيا، بل نحن نعمل على ضرورة الالتزام باحترام المقاطعة، وهم يحاولون فرض ما يريدون من أجل التمكين وخدمة مصالحهم دون النظر إلى مصالح كل الأطراف وأولها الجماعة الوطنية ومصر. والرئيس مرسى لم يستمع لأى صوت عاقل، والدعوة للانتخابات تصرف فى منتهى السوء؛ فالإخوان يفرضون ما يريدون، وليست هناك إرادة شعبية وحقيقية للتعامل الجاد من جهة الرئيس، هم ينفذون أجندة معينة وفرضوا دستور غلبة، والآن يحاولون أخونة المؤسسات، وكل هذا من أجل التمكين. وقرار المقاطعة للانتخابات ليس منفصلا عن هذا المشهد، إنما يأتى فى سياق سلسلة من الأفعال والمساجلات السياسية مع الرئيس وحزب الحرية والعدالة، والجبهة طلبت ضمانات لنزاهة الانتخابات، وضمانات سياسية مثل تشكيل حكومة جديدة وإقالة النائب العام ولجنة تعديل الدستور، وما حدث أن الرئيس تجاهل كل هذا وكان منطقيا أن نقاطع والقرار اتخذ بالإجماع. * ما طلباتكم الآن؟ - أولها: إعادة صياغة للمشهد الحالى بأكمله، وإجراء ترتيبات أخرى للحياة السياسية كلها فى مصر، من دستور جديد ومؤتمر للوفاق الوطنى وجمعية تأسيسية جديدة؛ لأن الأوضاع الحالية تستلزم إعادة صياغة المشهد الحالى بأكمله. أخبار متعلقة: «الوطن» تجرى «مواجهة المقاطعة» بين «الإخوان» و«الإنقاذ» «سليمان»: مقاطعة الانتخابات «قرار عبثى».. والرئيس لم يخدم «أهله وعشيرته»