غاب عن مصر فى وقت كان من المفترض وجوده بها لإيصال رسالة للعالم بأن حادث المنطاد بالأقصر، الذى أودى بأرواح 19 من السائحين من مختلف الجنسيات، كان قضاء وقدراً، وأن الدولة المصرية تتابع المصابين وتعمل على إنهاء سفر الموتى إلى دولهم وتعمل على إنهاء كافة الإجراءات الخاصة بصرف التأمين، لكن وزير السياحة، هشام زعزوع، لم يردد تلك الكلمات الجوفاء، بسبب المهمة التى كلفته بها القيادة السياسية بالسفر إلى إيران لتوقيع اتفاقية تفاهم سياحى، رغم علمه الكامل بأن قدوم السائحين إلى مصر حالياً يبدو مستحيلاً بسبب وجود رفض شعبى لوجود الإيرانيين بمصر لمخاوف المد الشيعى، فضلاً عن وجود موانع لدى أجهزة الأمن القومى لوجودهم حالياً لأسباب أمنية، وعدم قدرته على إقناع الإيرانيين بصرف النظر عن زيارة الأضرحة والعتبات المقدسة والاكتفاء فقط بالسياحة الثقافية والشاطئية. وزير السياحة الذى تدرج فى العمل بالقطاع السياحى من صاحب شركة سياحة إلى مدير عام اتحاد الغرف السياحية إلى مساعد وزير، خلال فترة النظام السابق، «ينحت فى الصخر»، كما يصفه العاملون بالقطاع السياحى، بسبب كم المشاكل التى يواجهها فى الدفاع عن السياحة المصرية دولياً ومحلياً ولإعادة الحركة السياحية إلى ما كانت عليه قبل ثورة 25 يناير 2011، لم تعد لديه مبررات ليقدمها لوكلاء السياحة العالميين لما يحدث داخلياً بمصر من استمرار حالة الفوضى الأمنية والسياسية وانقسام الشارع المصرى. برغم تمتع الرجل بعلاقات جيدة مع كافة وكلاء السياحة الأجانب، فإن جل المحاولات التى يبذلها على الأرض تضيع أدراج الرياح بسبب استمرار الأوضاع السيئة داخلياً، فضلاً عن عدم وجود دعم فعلى من قِبل الدولة لمجهودات الوزير، ما دفع بائتلاف دعم السياحة لحث الوزير على تقديم استقالته خشية أن ينسب تراجع السياحة إليه، خاصة مع المجهود الكبير الذى يقوم به. زعزوع الذى نجح فى إقناع أمريكا واليابان والصين برفع حظر سفر سائحيهم إلى مصر، فشل فى إقناع الحكومة المصرية بعدم إقرار أية زيادات جديدة قبل الرجوع إلى العاملين بالقطاع السياحى، ما تجاهلته الحكومة برفع سعر تأشيرة الدخول إلى مصر، وهو ما سيؤدى إلى إغلاق العديد من المنشآت السياحية. احتجاز السائحين بإسنا خلال وقفة احتجاجية لعمال وزارة الرى لتثبيتهم، والعنف بميدان التحرير ومحيط قصر الاتحادية وسحل حمادة صابر، والهجوم على فندقى شبرد وسميراميس وتعرض السائحين بهما للخطر، فضلاً عن فتاوى هدم الأهرامات، وآراء ما تسمى بهيئة الأمر بالمعروف التى تحارب السياحة، أحداث لاحقت زعزوع والسياحة المصرية، ووضعته فى خانة المحارب من أجل سياحة كانت تدر على مصر دخلاً كبيراً، ولم تعد لسابق عهدها.