لا بد أن نعترف أن لدينا «انفلاتاً إعلامياً»، جعل رجلاً مثل «أحمد عبدالله»، الملقب ب«أبوإسلام»، يمتلك قناة فضائية.. ويفرض أفكاره الشاذة المتطرفة وقاموس البذاءة الخاص به على المشاهدين! «أبوإسلام» وأمثاله نتيجة طبيعية لنظام مرتبك، يحتاج لحملة المباخر ممن يجيدون تشويه المعارضة، وطمس الحقائق وتضليل الناس وتزييف الوعى العام. والمؤهلات المطلوبة لأداء هذا الدور سهلة ويسيرة: (شكل إسلامى «دقن وجلابية»، وفتاوى متطرفة، وتلويث بعض الرموز الإعلامية والفنية، وقليل من القدرة على الجذب الجماهيرى)!! وبعدها تنهال الإعلانات، وتنتشر الفيديوهات على الإنترنت، ويتحول «المجهول» إلى «إعلامى».. ثم يتم تجنيده فى بلاط الحكم ليصبح من «الحاشية»! لكن «أبوإسلام» تجاوز الدور المطلوب، وخرج عن النص، (ربما عن جهل)، وقرر إشعال الفتنة فى الوطن دون أى رادع أخلاقى أو دينى! ولمَ لا إذا كانت بطولته الوحيدة وسبب شهرته أنه حرق الإنجيل اعتراضاً على الفيلم المسىء للرسول، عليه الصلاة والسلام. وأغرته الشهرة التى لقبته ب(أبوالكفر)، فجعل من سيدنا «عيسى»، عليه السلام، هدفاً لسهامه المسمومة، وأخذ يسب ويلعن فى الفيديو المعروف ب«الواد ربنا»، حتى حبسته النيابة العامة بتهمة: (استغلال الدين فى التحريض على الفتنة الطائفية وازدراء الأديان). الغريب أن وزير الإعلام، «صلاح عبدالمقصود»، الذى هاجم بعض الفضائيات؛ لأنها فى رأيه (يحركها المال السياسى والصراع الحزبى، بهدف إسقاط الدولة والحكومة)، لم يتحرك لحماية «الإسلام» من أفعال رجل ك«أبوإسلام»، ولم يتم حتى لفت نظره وهو مالك لقناة فضائية لمخالفة شروط الترخيص مثلاً! «الإخوان» يكفيهم فتاوى تكفير «جبهة الإنقاذ»، والتعريض بالمتظاهرات، إنهم راضون تماماً عن نوعية «أبطالهم» ممن يتحاورون ب«الأحذية» مثل «أبوإسلام».. فلا حجة لديهم ولا قدرة على الإقناع ولا منطق فيما يفعلون! فلم يعد نموذج الحكم الإسلامى هو عدل «عمر بن عبدالعزيز»، بل أصبح على يد «الجماعة» هو الاستبداد وسحل المتظاهرين والقتل العشوائى!! ولم يعد الإسلام هو دين السماحة والوسطية، بل أصبح ديناً كئيباً يصادر حقوق الأقباط بالدستور، ويشوه عقيدتهم ويسخر من نبيهم بما يسمونه «إعلاماً»!! ونساء مصر تحولن إلى ساقطات وعاهرات، ينزلن «ميدان الحرية» طلباً للتحرش والاغتصاب!! ورموز «المعارضة» كفرة وخونة؛ لأن إسلامهم ينهى عن الخروج على الحاكم.. بينما إسلامنا يحدثنا عن «الشورى»، وإعلامنا شعاره: (كلمة حق فى وجه سلطان جائر). «أبو إسلام» هو «ابن المرحلة»، رجل واحد مثله، أو فتوى واحدة من الشيخ «وجدى غنيم» أهم من مبنى ماسبيرو بصخبه وعجزه.. إنهم ينفذون إلى البسطاء، يسيطرون على رجل الشارع (أى الناخب)، والمواطن البسيط لا يسمع استياء الرئاسة من فتوى قتل المعارضين، ولا يهتم بآراء «النخبة». المواطن يسير خلف «شيخه» الذى يتصدر الشاشة، فإذا كان شيخه جاهلاً لا يتقن إلا الإرهاب والتكفير، فالمجتمع يسير -بجنون- نحو الهاوية!