فيما يشير إلى قلق إسرائيلي لا يهدأ من جارتها لبنان، شيد جيش الاحتلال قرية تحاكي تضاريس معاقل حزب الله في الجنوب اللبناني لتدريب قواته البرية على اقتحام معاقل الحزب الشيعي التي يستخدمها لشن هجماته على إسرائيل في حال اندلاع حرب بين الجانبين. وقالت صحيفة "هاآرتس" الإسرائيلية أمس إن القوات تدربت على كيفية السيطرة على المواقع التي يطلق منها حزب الله الصواريخ"، مضيفة إن :"التدريبات شملت استخدام أسلحة مضادة للمدرعات، وتحديد مواقع للقناصة، واقتحام مخابئ الصواريخ التي قدرت بنحو 60 ألف صاروخ يمكن لكثير منها الوصول لإسرائيل". ونقلت الصحيفة عن مصدر بجيش الاحتلال رفض ذكر اسمه قوله إنه:"لا يجب إساءة فهم سنوات الهدوء مع لبنان بعدما تمكن حزب الله من زيادة قدراته العسكرية بمستوى غير مسبوق". بينما نقلت عن قائد القوات الإسرائيلية الشمالية في الجولان المحتلة الجنرال، يائير جولان، قوله:"في الذكرى ال30 لاعتداء إسرائيل على لبنان، من غير الواقعي الاعتماد فقط على القوة الجوية في أي صراع مع لبنان". وأضاف: "حينما لا تدخل في معركة على الأرض، يجرح عدد أقل من الجنود". وتابع أنه "حينما لا يصاب الجنود بالأذى، تصاب تلك العائلات التي تقبع في منازلها". ورفض عدد من مسئولي الحزب التعليق على الخبر. وتعليقا على التدريبات الإسرائيلية، قال العميد المتقاعد، أمين حطيط، الخبير العسكري والقريب من حزب الله في تصريحات ل"الوطن" إن إسرائيل تعيد النظر في عقيدتها العسكرية وأسلوب قتالها من أجل الثأر من حزب الله وقلب صفحة الهزيمة التي منيت بها في 2006، حيث إنها أجريت خلال الفترة الماضية 11 مراجعة وإعادة نظر في تدريبات الجيش". وأضاف أن:"الجميع يعلم أن إسرائيل تأخذ في اعتبارها القدرة النارية لحزب الله، وبالتالي هذا الخبر لا يعتبر مفاجئا بل هو خبر مرتقب"، وتابع: إن "إسرائيل تعلم أنها لن تستطيع لا منع حزب الله من امتلاك قدرة عسكرية، ولا تستطيع احتلال جنوب لبنان ثانية، والسبب هو أن ما وصل إليه حزب الله بات من المستحيل مواجهته". وأشار الخبير العسكري إلى الحرب النفسية وراء الخبر لكنه قال:"إن تأثيره محدود على أرض الواقع". وشدد على أن :"إسرائيل تقتل نفسها وترتكب حماقة إذا ما لجأت إلى استخدام القوات البرية في أي حرب مع لبنان، لأن إنسان حزب الله لديه قدرات تفوق الجندي الإسرائيلي". يذكر أن إسرائيل كانت قد شنت حربا على لبنان في يوليو 2006 استمرت 33 يوما على جنوب لبنان، وأظهر فيها مقاتلو حزب الله قدرات عسكرية أثارت الدهشة وأجبرت إسرائيل على التراجع عن عدوانها على أراضي لبنان.